إلى رؤساء بلديات الضاحية
بلغتنا إنذاراتكم وملصقاتكم المبطنة بالوعد والوعيد والمناورة والتهديد
والتي تطالبون فيها بما تصفونه بالمستحقات
الضريبية التي لم تتمكنوا من تقديم
الخدمات اللازمة في
مقابلها حتى تكتسب مشروعية .... ولعلكم تعلمون وتدركون أن العلاقة بينكم وبين المواطن تعتمد على قانون " هات وخذ" ونحن لم نأخذ شيئا فكيف
لكم أن تطلبوا منا مالم تقدموا ما يبرره أو يقابله من الخدمات وما دمتم لم تتمكنوا من
تقديم ذلك وأنتم معذورون فنحن أيضا ولنفس الأسباب لن نتمكن من تقديم ما طالبتم
به ؟
لن نطيل في
طرح التساؤلات ولكننا نختصر فنقول :
إن سكان
الضاحية وهم مواطنون لبنانيون كما تعلمون وقد لحقهم من الأذى والحيف مالم يتعرض لمثله أو لعشر معشاره
المواطنون الآخرون بعدما دفعوا ضريبة الدم
والعدوان والتدمير والتهجير ، كما دفعوا
ضريبة الإرهاب والتفجيرات الإجرامية
والعمليات الإنتحارية والسيارات المفخخة
والتهديدات المستمرة مما علمتموه ، و علمه
غيركم ، كما دفعوا ضريبة التهديدات
الإرهابية والحصار والقلق والحرمان من الكهرباء ، ودفعوا أيضا ضريبة إهمال الدولة في عدم اكتراثها
بتأمين التيار الكهربائي ... كل هذا يجعلنا نقول لكم وبالفم الملآن : لن نرد على تهديداتكم وإغراءاتكم بالإعفاء من الغرامات تلك التي سوف تكون من جيوبنا ودون وجه شرعي ، ولن نقبل بما هو أقل من الإعفاء التام من كل ما تصفونه من المستحقات وليكن هذا
الإعفاء جزءا من التعويضات التي ينبغي
دفعها للمواطن وإن لم تستجيبوا لهذا فنحن
على طريق الرفض والتمرد ، وليكن هذا نوعا من العصيان المدني وما كنا قصدناه ، وهذا ما يمثل آخر ما يمكن أن نلجأ إليه ، وانظروا في الأمر وما دامت الحكومة تصدر
العفو عن المجرمين وتطلق سراحهم بعدما
أدينوا بجرائم موصوفة وثابتة ، فمواطنو
الضاحية أولى بالإعفاء لا العفو دون
ارتكاب ذنب ، وعليه فإن إعلاناتكم لن تأتي
بطائل واحتفظوا بها في أدراج بلدياتكم .
مواطنون من الضاحية الجنوبية لبيروت