كردستان العراق وإسرائيل
من المعروف أن أمريكا لم تكن في وقت من الأوقات غاضبة على صدام حسين ولاعلى حزبه ، فقد كان يأتمر بأوامرها منذ أن أمرته بالإنقضاض على عبد الكريم قاسم ، وهو كان ينسق معها ويخطط في جميع المجالات ، ولم يشن حربا على إسرائيل وعندما" غمزته" أمريكا شن حربا على إيران الثورة وكانت أمريكا تموله على مدى ثمان سنوات متواصلة ومعها أدواتها الخليجية كالسعودية والكويت والإمارات وقطر وغيرهامن الدمى، وعندما أرادت منه اجتياح الكويت هيأت له الأسباب ودفعته في اتجاهها ، وقد حققت الكثير من اجتياح الكويت حيث مكنت تواجدها العسكري والنفطي وهيأت الأسباب لإزاحته حتى تأتي بالعملاء "الناعمين" على غرار حسني مبارك وخليفته ، واجتاحت العراق وأنهت وجود الدولة في العراق ومسحت كل إمكانات قوة هذا البلد وجعلته في يدها وتحت سيطرتها وتهديداتها ، فهو يحتاج إليها في كل وقت دون أن تقدم له أي عون وهي تبتزه باستمرار وكان اجتياحهاللعراق بتخطيط ماكر يخفي تحت طياته تمزيق العراق وتفتيته بالكامل ، فابتدأت بالأكراد الذين كانت تتعاطف معهم المعارضة العراقية في مطالبهم المشروعة ولكنهم وبتحريض أمريكي تمادوا في مطالبهم حتى باتت لا تطاق ، فمنحتهم الحكم الذاتي ولكن وبمساعدة إسرائيل جعلت الفرع أصلا ومكنت المارق مسعود البرازاني بكل ما استطاعت ، وعندماخلقت ما يسمى داعش مكنت مسعود البرازاني من السيطرة على كركوك وكان الأحرىبها لو كانت صادقة فيما تعلنه عن تأييدها لوحدة العراق ، أن تجعل من كركوك خطا أحمر ولكنهالم تفعل وأخذت تناور وتناور ابتزازا.... وتنفس الجبل عن مثل هذا الإبتزاز مزيدا من الإبتزاز والتكبيلبقيود جديدة ، وكان من بوادر غيث التآمر أن " المستقل" ذاتيا أخذ يصدر النفط بدون العودة للحكومة المركزية ، ومن ذلك أنه قبل داعش كان صدر ثلاث شحنات من النفط الخام للكيان الصهيوني ، وهذا يدخل في إطار التنسيق مع الكيان الصهيوني منذ ما قبل سقوط الطاغية الغبي صدام حسين ، وعندما تعلن إسرائيل عن دعمها للأكراد فإعلانها ذلك لم يأت من فراغ وكان له مقدمات ، وقبل ذلك ساندت الإنفصاليين السودانيين في الجنوب بمباركة "صدام الصغير" عمر البشير وهكذا تسير الأمور وغدا يولد جنوب جديد وكرد آخرون وربما بربر..... فتكون إسرائيل السباقة إلى كل" خير" من هذا القبيل وتبادر بالتبريك والدعم والعون... وهكذا نحن - وبحمد الله - نسير بعد الخريف العربي من هزيمة إلى هزيمة بحيث انقلبت الآية وأصبح الربيع فعلا ربيعا ، ولكنه ربيع صهيوني وخريف عربي والبقية تأتي ..والحبل عالجرار ..