عدالة الأمير
بشير وثقافة التزوير !
كنا صغاراو على ماأذكر في المرحلة الإبتدائية أي
في الستينات ( 1950وما فوق) وفي هذا الوقت أجراس
العنجهية اللبنانية وحكاية الأرز وأكذوبة عشتاروت وهاليسا ملكة صور تلعب دورا لإظهار " التميز اللبناني
" وتكريس " الأمة " اللبنانية" والقومية الفينيقية " ويومها قالوا لنا زورا وبهتانا بأن اللبناني هو
من علم الدنيا الحرف وتلك أكذوبة أخرى
تضاف إلى كل الأكاذيب التي أشرت إليها ، و ما زال الكثيرون مخدوعين
بها ولبنان الذي كان ومازال البعض يتحدثون
عنه بعظمته الوهمية كان مازال طي العيب لم
يولد بعد حتى وفدت إلينا أمنا الحنون جدا فرنسا
وخلفها سايكس بيكو فأخرجوا هذا
الوطن أو الكيان المزور القزم إلى عالم الوجود
لنترك هذا ونعود إلى ما نحن فيه .
في ذلك الوقت قرأ علينا " أستاذ" التاريخ حكاية
ربما هي شوهاء عرجاء من أساسها ، وربما كانت حقيقة وكلا الأمرين أحلاهما مر ماذا
تقول الحكاية ؟ قال الراوي : كانت امرأةمن
جبل لبنان تبيع اللبن فتسلط عليها رجل من
رجال الأمير بشير وأخذ منها اللبن دون أن يدفع لها ثمنه فرفعت أمرها إلى صاحب
اللحية الطويلة الكثة الأمير بشير فأحضر الرجل وسأله فأنكر وما زال يلح عليه وهو
ينكر والمرأةتصرإلى أن تنزل " الوحي " على الأمير عندها نطق بحكمته التاريخية الرائعة وقال
للمرأة سنفتح بطن هذا الرجل فإن ظهر في
بطنه اللبن يكون دفع حياته ثمنا
" لجريمته" وإن لم يظهر اللبن تنالين نفس العقوبة ، وهكذا أعمل
الأمير الذي لم يكن يعرف دينه أعمل
سيفه في بطن الجندي فخرج اللبن وصرخ الناس وهم يحيون " عدالة " الأمير " العظيم " وما زلت منذ ذلك التاريخ
وأنا أكره هذا الأمير لغلضته وحمقه في الوقت الذي ما زلت أرى فيه صورته على العملة
اللبنانية وكنت أقول ماذا كان يضير الأمير لو قام بتسوية
الوضعية بين تلك المرأة البائسة وذلك الجندي الأحمق كسيده ماذا كان يضيره لو دفع
من جيبه ثمن اللبن للمرأة وقام بتأديب الجدي بطرق مختلفة ؟ ومنذ ذلك الحين وأنا أكره ذلك الأمير غير
أنني أرى في هذا الزمن من يقتل المرأة
والجندي معا ويشرب اللبن والفضائح في هذا البلد المزعوم أكثر من الهم على القلب
كما يقولون ، فإذا كانت الرواية صحيحة فهذا موقفي منها ومن أبطالها ، وإن كانت أكذوبة كسائر الأكذوبات التاريخية فلي أن أتساءل وبغصة : إلى متى نبقى نكرر الأكاذيب التاريخية ونصدقها ونملأ بها أدمغة الأجيال بالحقد
والتشويه ؟ وهل صحيح أن هذ ا اللبناني الذي ربط عنقه باسطبلات عدة وهو مازال يسبح بحمد سارقيه وقاتليه ويقبل
أعتابهم هل صحيح أنه علم البشرية الألفباء
؟ ولإذا كان هذا صحيحا لماذا لم يتعلم العزة والكرامة ؟ ولماذا لم يتحرك ضد بائعيه
وسارقيه وراهنيه ؟ إن داعش نموذج لتلك
الأكاذيب الأموية والعباسية الممهورة بالأختام الأمريكية وهذا هو الصحيح الذي لا مجال إلى تكذيبه ....