نريد المواطنة
وانتخاب
الرئيس من الشعب ، وليكن بعد ذلك سمير جعجع رئيسا
إن استطاع إلى
ذلك سبيلا
هذا العنوان طويل نسبيا ولكنني أردته كاملا
هكذا معبرا بطريقة لا تترك مجالا لغموض أو التباس
فالمواطنة التي حُرمنا منها في لبنان زمنا طويلا ، جعلتنا جميعا رعايا من
الدرجة الرابعة دون استثناء ففي زمن الحكم الماروني كنا نحن المسلمين نظن أن الموارنة خاصة والمسيحيين عامة هم الذين غنموا لبنان وعاشوا بخيراته ، وفي زمن العميل الحريري كنا
نظن أن السنة في ألف خير وكذلك الحال ظن
البعض أن الشيعة في زمن بري أخذوا كامل
حقوقهم ، ولنتجرد من عواطفنا ولو لدقيقة واحدة
دون الخوض في التفاصيل ـ والقاري يفهم ـ
أننا جميعا في هذه الأزمنة والعهود الثلاثة أو المراحل التقسيمية وهْما قد تحولنا إلى عبيد وأرقاء
كأقل مما كان عليه زنوج أمريكا أو
سود جنوب إفريقيا أو زنوج
موريتانيا حاليا ، وقد جندت مؤخرا في موريطانيا حملة لإلغاء الرق ونرجو لها الفشل لأن الرق هناك أفضل من الرق هنا ، في هذه المراحل تحول اللبنانيون كل
اللبنانيين إلى الإسطبلات التي تُرعى فيها
مصالحهم عبر سبعين سنة بأشكال مختلفة ، وأنماط كتعددة وسيناريوهات مزركشة ، وأنا بالمناسبة أتحدى أحب الناس إلى قلبي ممن هم
في مناصب عالية لأن يثبتوا لي ولو لمرة
واحدة أن "كناسا" واحدا في أي بلدية ، ولأي طائفة انتسب ، يكون قد تحصل على منصب له دون " واسطة"
وأتحدى " ثوار " سلسلة الرتب
والرواتب أن يثبت لي واحد منهم أنه
دخل إلى الجامعة أو إلى أي مدرسة إبتدائية
أو إلى أي وظيفة ، دون " واسطة وعن طريق مجلس أو مايسمى بمجلس الخدمة المدنية ،
وأتحدى أي ظابط دخل المدرسة الحربية دون
" واسطة أو رشوة " هذه التحديات قائمة
والأجوبة معروفة ، لذلك فإننا نطالب بالمواطنة حتى تجد الكفاءة طريقها إلى
المؤسسات دون اعتماد المذهبية أو الطائفية بالصيغة الفرنسية ، وعندئذ تكون المحبة بين أبناء مختلف الطوائف حقيقية
بحيث تعمر الوطن ، هذا من جهة ومن جهة
أخرى ، فأنا أتحدى أي نائب في
برلماننا أصبح نائبا بإرادة شعبية دون " محدلة" وحتى تتأكدوا من ذلك
وأنا لاأسمي انظروا معي إلى أنماط معينة
من النواب وقد تعثرون عليهم دون بحث أو بذل أي جهد
ثم قارنوا بين برلماننا الموقر
"جدا" وأي برلمان في بلد
ديمقراطي آخر فهل ترون أن هؤلاء النواب يمثلون حقا الذين انتخبوهم بنسبة النصف زائد واحد ، كما هو
الحال في تلك الدول التي أشرت إليها ؟ وإذا صح هذا فمن الذي يمثل الخمسين ناقص واحد ؟ لا أحد إذن نحن نطالب
بالنسبية ثم إن رئيس الجمهورية
الماروني هل يمثل طائفة الموارنة حقا ؟
الجواب : إنه قد يمثلهم بنسبة الخمسين
زائد واحد فمن يمثل من بقي من الموارنة الخمسين بالمئة ناقص واحد ؟ لاأحد ! إذن فإن
الرئيس لا يمثل حتى الموارنة والحل يتمثل في أمر حضاري ديمقراطي واحد هو أن
يصار إلى انتخاب رئيس البلاد من الشعب مباشرة ، وليكن بعد ذلك سمير جعجع رئيسا إن استطاع إلى ذلك سبيلا ، أقول بأن الشعب اللبناني عن طريق الصندوق لا يمكن أن يخطئ ولا يمكن أن
ينتخب رئيسا لايحبه الناس كل الناس ولو
تحصل على نسبة خمسين بالمئة زائد واحد يكون أكثر رئيس نال على ثقة شعبه ويكون أول رئيس نال ثقة لم
يتحصل عليها رئيس قبله .. لذلك فإذا أردنا للبنان الإستمرارية والديمومية والإستقرار
وحياة الدعة والطمأنينة فلا بد لنا من
اختيار المواطنة أولا ، وانتخاب
الرئيس من الشعب ثانيا وعدم التجديد للمناصب العليا لأكثر من ولاية واحدة ، عندئذ
يكون لبنان حضاريا وديمقراطيا
وآمنا مطمئنا ، لأن الشعب لايكذب في
اختياره وقد يخطئ مرة واحدة ويمكن له بعد ذلك تصحيح أخطائه ، هذا ما أردته
للبنان فهل توافقون على هذا ؟ إن كنتم
ترفضون قولوا لا ! لأعرف أنني مخطئ وإن كنتم تقبلون فقولوا : نعم ! حتى أعلم بأنني مصيب ، وأستمر بنهجي والسلام ...