نحن والمالكي
ومعارضوه :
كيف نعارض
وكيف يعارضون ؟
لسنا من المعجبين بنوري المالكي كما أننا
لسنا من الناقمين عليه ، فالرجل له ما له
وعليه ما عليه ، وهذا هو منطق الأشياء ، ونحن نعارضه من منطلق الحرص على مصلحة الشعب
العراقي الذي وضعته أمريكا ومعها عملاؤها
الإقليميين ، في وضع مأساوي بالغ ، فأمطروه بوابل من السيارات المفخخة والعمليات
الإنتحارية ، والسبب بالطبع لم يكن اعتراضا على سياسة المالكي
وعلى أساليبه في التعاطي مع الحكم ، والسعودية التي كانت وما زالت ترعى الهجمات
الإرهابية على العراق وغير العراق ، بالطبع ليس ذلك حرصا منها على الديمقراطية ، فالقوم لا علاقة لهم بالديمقراطية لا من قريب
ولا من بعيد ، وليس حرصا على تطبيق
العدالة الإجتماعية وهم أيضا لا علاقة لهم بذلك ، وليس اعتراضا على ما يصفونه بالإقصاء لأن
السعودية هي الوحيدة في العالم المعاصر التي أرست
نظرية الإقصاء الطائفي والمذهبي ، واتخذتها قانونا لها ، وهي التي لا تعرف شيئا اسمه القانون إلا ما
تعلق منه بفرض الهيمنة السعودية المطلقة
على الشعب في كل من الحجاز ونجد ، والسعودية تكاد لا تفقه ما تقوم به لأنها إنما
تنفذ إملاءات صهيوأمريكية وهي تجاهر علنا
بأنها إنما تعارض المالكي لكونه شيعيا فقط ، ومعهاجرابيع المعارضة العراقية ، المتعاونين مع جرابيع ما يسمى بالمعارضة السورية
، فالهاشمي مثلا مارس الإرهاب وبالجرم المشهود وهو في السلطة ، ولم
يكن مقصيا ، ومثله الحارث الضاري الذي جاب الأقطار العربية
وقد التقيناه في الجزائر وهو لا ينطق إلا
عن حقد طائفي ضد الشيعة ، إذن إن معارضي المالكي يعارضونه فقط لأنه شيعي ، أما الإقصاء الذي تحدثوا عنه فلا أساس له على
الإطلاق وقد تكلم كبير علماء السنة في
العراق فقال بالحرف الواحد : كيف يكون الإقصاء ورئيس الجمهورية
سني ورئيس مجلس النواب سني ونائب رئيس الوزراء سني ونائب رئيس الجمهورية سني والهاشمي نفسه سني وكان في مركز الصدارة في
السلطة ومحافظ الموصل الهارب والمتواطئ مع داعش سني ؟ إذن القضية تتمثل في ،
معارضة المالكي لشيعيته فقط ، وهذا عين التعفن والفساد والتخلف والرجعية .. نحن مع
الإصلاح ومع الديمقراطية ولكن أيتام السعودية هل أعطوا الفرصة للمالكي ليكرس الديمقراطية وقد أجريت الإنتخابات في ظل التفجيرات الطائفية ومع هذا فقد تمخضت عن تمثيل متوازن لكل مكونات الشعب
العراقي ؟ هنا تتضح الرؤيا من أن فاقد الشيئ لا يعطيه والسعودية لا يحق
لها أن تتكلم في الإقصاء والعدالة
والديمقراطية ، لأن كلا مها في ذلك مدعاة للسخرية والإستخفاف بعقول الناس والشعب العراقي لو كان
طائفيا لأقبلت عليه السعودية ، ولما خافت
منه ذلك أنها تاريخيا تخاف من العراق
لثقافته وعلمانيته وبعده عن الطائفية ، وهي
تخشى أن تنتقل العدوى منه إلى شعبها فيطالبها بالإصلاح ، وهي لنفس السبب تخاف من الكويت والبحرين ، وهذه
هي القضية والأساس في معارضة المالكي ، ونحن لو أتينا بالهاشمي الهارب وعيَّناه رئيسا للوزراء لعارضته السعودية وحاربته
لمجرد أنه يلبس ربطة عنق وزوجته تقود
السيارة ، وأخيرا فإننا نرى أن السعودية
مهما كانت أموالها وكان سحرتلك
الأموال خارقا فإنه لا بد وأن يكون في آخر
الأمر حارقا ، والحق أنها سقطت في فخ لن تنجو منه وغرقت في وحول أعجزت أمريكا فكيف بها ؟ إنها تتخبط خبط عشواء
ويبدو أنها اقتربت منها ساعة الحسم الحضاري لأن شعبنا في جزيرة العرب قد ضاق ذرعا
بها وتحمل أكثر مما ينبغي ولا بد له مم أن يأخذ دوره تحت ضوء الشمس كسائر
شعوب العالم .
26-06-2014.