أحداث العراق وتداعياتها الإقليمية
المتتبع لأحداث العراق منذ الإطاحة بصدام حسين يدرك أن أمريكا قد أمسكت بدفة الأمور بالتعاون مع عملائها الإقليميين وحليفتها إسرائيل أما من أتيحت لهم الفرصة بأن يخوضوا معارك إنتخابية عادية وتوهموا بأنهم أصبحوا حكام العراق فقد كبلتهم أمريكا بمعاهدات علنية ولم تعد سرية ذلك أنها انسحبت كما انسحبت ذات يوم من ليبيا وبنفس الطريقة ولكنها أبقت على خمسة عشر ألفا كموظفين " عاديين " بسفارتها في بغداد ثم كبلت الحكومة باتفاقات تمنعها بموجبها من تسليح نفسها ثم أشعلت الفتن الداخلية تحت مسميات باتت معروفة وهي بإشراف عملائها الخليجيين وعلى رأسهم دولة آل مردخاي ( والقاري يفهم) وجندت عملاءها الإسلاميين لينفذوا مخططاتهم بهدوء وروية ونحن ومنذ سنوات نسمع بأن السيارات المفخخة والعمليات الإنتحارية لم تتوقف عن أعمالها والعمل على إبادة العراقيين أما صاحبنا " النوري" فإنه راضي بأن يكون بالإسم رئيس حكومة غير فاعلة وغير متجانسة وهو ما زال يتهم ونحن معه السعودية بأنها وراء ما يحصل من جرائم إبادة في العراق وعندما نتساءل : ماذا صنع النوري في المقابل يأتي الجواب سلبا ويستمر الصراخ والعويل حتى انفجر الموقف أخيرا في الموصل وكشفت مع ذلك الإنفجار مدى هشاشة التدابير الأمنية والرجل بعد ذلك ممنوع عليه التسلح من إيران وممنوع عليه التسلح من روسيا وأمريكا بالطبع لا تسلحه حتى سمعنا بأنها قدمت طائرة واحدة يتيمة للجيش العراقي المكبل وفي المقابل قامت بتسليح داعش بأكثر الأسلحة تطورا فماذا عساه يصنع النوري ؟ أعتقد أنه سوف يتباكى ويقول أبقوني رئيسا للحكومة وخذوا ما بقي من العراق أهكذا تورد الإبل والعراق يترنح ؟ إن أمريكا أعلنت حربا لاهوادة فيها على كل من يمكن أن يكون عونا للمقاومة وإيران وسوريا اليوم أو بعد خمسين سنة لذلك نراها وقد حزمت أمرها وشمرت عن ساعد الجد وأعلنت الحرب على ما كانت تصفه قبل عقود بالمد الشيوعي واليوم أعلنت حربها على المد نفسه مع إبدال الواو ياء فقط وهي الخبيرة بإعلان الحروب الإعلامية والتآمرية إن حربها اليوم معلنة على الشيعة لتأديبهم وتأديب كل من تسول له نفسه التحالف مع أي مقاومة تستهدف إسرائيل ولو على المدى البعيد فماذا نصنع ؟ إما الإستسلام لجرابيع الخليج باعتبارهم النواطير المكلفين بحماية المصالح الإسرائيلية وإما إعلان الجهاد المضاد على كل أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة وليس أمام النوري إلا أن يتنبه للتحركات الأمريكية والسعودية الداعمة لأعداء العراق وعلى الأساس من هذا عليه أن يشكل حكومة حرب بعد أن يتحصل من المحكمة العليا على قرار إعلان الطوارئ وإلا فإن العراق على حافة الهاوية ولن تحكمه داعش بل ستحوله المخابرات الأمريكية إلى ساحات للقتال الدائم المستديم حتى لايبقى منه إلا الأطلال فهل يتنبه النوري ؟