التطورات الكاشفة والمؤتمرات
الناسفة
يبدو أن في العنوان الذي
فرضته على مقالتي سجعا ولكنه ليس كسجع الكهان بل هو سجع الخيانة
والإرتهان والقضية الفلسطينية التي جعلت العرب كل العرب رهائن بيد أمريكا
والغرب جعلت من الحكام العرب عرابي هذا الإرتهان الخياني فالدول
العربية باستثناء مصر عبد الناصر وسوريا بكل عصورها ومراحلها وعبد الكريم
قاسم في العراق باستثناء هؤلاء فكلنا لحديون أي حلفاء
لإسرائيل وعملاء ومتآمرون و" بياعون " بالتعبير الثوري الجزائري
وظهور حزب الله في لبنان المدعوم من سوريا وإيران والمطعون بالظهر من كل العرب
الذين أشرت إليهم بالبنان بسبب خيانته لهم في عدم انجراره
لخنادقهم بعدما أوجع إسرائيل وتألم حكام الخليج حيث عبروا عن
وجعهم الشديد نيابة عن إسرائيل ، فإن القضية الفلسطينية كانت تتحرك في الإتجاه
الصحيح عبر تلك القنوات على مدى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن والتحرك كان
بطيئا ولكنه كان يبشر بخير أعم وأكبر لولا التآمر العربي والخليجي على وجه
الخصوص والقضية الفلسطينية التي كانت البداية ولم ولن تكون النهاية
كانت مربط خيلنا وخيول كل الشرفاء في العالم العربي والدليل على هذا
هو ذلك الزخم التآمري الذي قادته مملكة آل مردخاي في جزيرة العرب ومعها كل
الجرابيع والذيول التابعين في الخليج ولنتكلم بالمنطق فلا خلاف في أن
الشعب الفلسطيني أبعد من دياره وطرد منها لتتأسس في دياره دولة لشراذم من شذاذ
الآفاق وهذا يعني أن القضية قضية حق ظاهر كالشمس وكل نوع من أنواع التفاوض
حول حقوق الفلسطينيين هو خيانة بالمطلق وتآمر على المكشوف ، وعبر التاريخ
المعاصر كنا نقرأ ما وراء السطور فاتضح لنا أن المعترف بإسرائيل والمتعاون
معها هو عدو بامتياز لشعب فلسطين والأمة العربية وهو خائن بكل معايير الخيانة وكان
لنا من القرائن ما يُقرأ على ذلك النمط فياسر عرفات العميل والجاسوس سارع
للإعتراف دون أن يتضح أي نفع من وراء ذلك الإعتراف والتفاوض الذي ابتدأ في
مدريد وأوسلو وتابعه عليه المذموم عباس وكنا نرى ونقرأ أن مملكة آل
مردخاي هي من بارك وشجع وأيد وساند ذلك ولكن الأكاذيب والدعايات مدفوعة الأجر كانت
توهم الكثيرين بأن هؤلاء إنما يدافعون عن القضية دون أن نفهم شيئا يؤكد ذلك واستمر
القوم بنشر الأكاذيب ثم طرحوا ما زعموا بأنه "مبادرة عربية " وهو
في واقع الأمر لم يكن إلا مناورة صهيونية أمريكية ولنترك هذا الذي كشفته
شعوب أمتنا على البداهة وننتقل إلى ما حملته إلينا أمواج الأثير أخيرا فمدير
المخابرات الإسرائيلي ( الموساد) السابق ومدير المخابرات السعودية السابق
يجتمعان هذه الأيام على مائدة تآمرية استكمالا لما كانا بدآ به سابقا والأمر
أوكل للقدامى لأن الحاليين يعملون طي الكتمان ولا يجرؤان على الظهور علنا ولكن لا
فرق ... إلى هنا ونلتزم الصمت ، والذي نقوله أو سنقوله أو قلناه نطقت
به شعوب الأمة بكاملها وقالت كلمتها وهي ليست خافية على أحد والذي
نقوله هو بعض ماقلناه عن المذموم عباس الذي أعلن بعظمة لسانه بأنه ينسق مع الموساد
بنسية تزيد عن المئة بالمئة وهو كما أعلن ينفذ كل ما عهد به إليه ويفي
بكل التزاماته وما بقي علينا الآن إلا أن نحمل السلاح وقد حملناه
ونشهره وقد شهرناه في وجه سوريا وحزب الله وإيران ... وكفى هذا ليفهم
الناس وهم لا شك فاهمون