الأسير الفلسطيني
في الوقت الذي مازال فيه الأسير الفلسطيني القابع في سجون العدو وهو يعاني الأمرين تعذيبا واحتقارا وترويعا في ظل العذابات النفسية والمادية يتبارى العرب وفي مقدمتهم السلطة الفلسطينية ومن يدور في فلكها في تقديم المزيد من الشعارات الفضفاضة والمزايدات الرخيصة دون أن تنطوي على شيئ من الجدية وفي محاولات لاهثة باهتة وفي ظل تعتيم مدروس على حقيقة الأوضاع فضلا عن التمادي بتقديم التنازلات المجانية نرى السلطة تبالغ في الدفاع عن استراتيجيتها المتمثلة باستمرارية التفاوض العبثي خدمة للعدو الصهيوني الذي مهر في عمليات التسويف الزمني وإضاعة الوقت والإمعان في تعويم القضية على سطح هش من الوعود المعسولة الفارغة من أي محتوى والتمنيات الزائفة بحلول لاتنطوي على أي جديد يعود بالخير على القضية برمتها وفي الوقت الذي يبالغ فيه محمود عباس في الدفاع عن خططه التي يحلو له بتسميتها بالسلمية وهي لا تعدو كونها نوعا من التخدير ومضيعة الوقت وقد تعودت " إسرائيل " على استدراجنا إلى وحول مفاوضات تملي من خلالها شروطها التعجيزية التي نضطر لتمريرها تحت ضغوط أمريكية وتهديدات بقطع المساعدات وما شابه ذلك علما أن قضية الأسرى وخصوصا تلك الصفقة التي تم عقدها مع الصهاينة والمتعلقة بالدفعة الرابعة ممن انتهت مدد محكومياتهم ومنهم فلسطينيو ال48 مما يؤكد أن الصهاينة لا يمكن لهم الإلتزام بأي شيئ ولو وقعوا عليه مثنى وثلاثا ما لم يكن متوافقا مع أهدافهم الإستراتيجية الطويلة النفس وهنا لابد لنا من استعمال أوراق بسيطة نمتلكها وأبسطها وأقربها إلى المنطق اثنان : الأول توقف سلطة مذموم عباس عن التنسيق الأمني مع سلطات الإحتلال وثانيها عدم استقبال كيري بالورود والرياحين وربطات العنق وتبادل الإبتسامات الذليلة اللاهثة الصفراء وراء مرضاة الأمريكان هكذا وبهذه الطريقة فقط يمكن أن نقدم للأسرى الفلسطينيين حتى نعجل في إطلاق سراحهم ويبدو أن محمود عباس يريد مرة أخرى اختزال القضية برمتها بقضية الأسرى للدخول مجددا في نفق المفاوضات العبثي المظلم وكلمة أولى وأخيرة ودائمة نقولها وهي أن التفاوض مع عدو كالصهاينة لا يمكن أن يكون إلا بنفس الطريقة التي تم فيها الإحتلال أي بالبندقية وكل الطرق ماعدا البندقية هي خيانة بامتياز .