سوريا لماذا؟

المتتبع لمراحل الحدث السوري  يدرك للتو أن الأمر مدبر عالميا وعلى أوسع مايدركه العقل وعلى جميع المستويات بحيث  تم التحضير للمؤامرة  المدبرة  منذ فترة لا تقل عن خمس أو ست سنوات وتحديدا في أعقاب  انتصارات المقاومة اللبنانية في شهر تموز لعام 2006 يوم ذاك قامت قيامة الصهيونية والأجهزة التابعة لها عالميا وإقليميا وبرعاية أمريكية غربية  وتمويل خليجي  فسوريا لن تترك بعد ذلك التاريخ لإتخاذها قرار دعم المقاومة اللبنانية وحزب الله أيضا هو الآخر لن يترك بعدما أبلى ذلك البلاء الذي لم يعهد من قبل مع أحد من أدعياء العرب الذين كانوا يحاربون بالنظارات ويحققون انتصارات وهمية بالوهم والكلام  الذي كان المقصود منه التغطية والتمويه وذر الرماد على العيون  ولما جد الجد  وأيقنت إسرائيل أن الأمر قد خرج من إطاره الإعلامي  الكاذب إلى الإطار العسكري الحازم الذي يصنع الإنتصار للأمة  ويصنع الهزيمة للصهيونية فكان لا بد من محاصرة سوريا وإسقاط نظامه ثم التفرغ لحزب الله وكل من  يرفع رأسه في وجه الصهاينة وللأسف الشديد فإن الإرهابيين الذين صنعتهم أمريكا في وقت الضيق في إفغانستان  آن الأوان لتوظيفهم في  كل من سوريا ولبنان وكان " الإخوان " على الموعد فهبوا  لأقتناص الفرصة وتوقيع الصفقة مع أمريكا برعاية خليجية وتمويل  عربي  ( خليجي) وأعلن الجهاد المعكوس  فهو جهاد معكوس في خدمة إسرائيل  وتم تجنيد البهائم من كافة أرجاء العالم  وابتدأت المعارك الطاحنة التي كان الأمريكيون وذيولهم يظنون بأن المعركة لإسقاط النظام لن تستغرق شهرا أو شهرين فإذا بالحرب تطول وتطول وإذا بسوريا تصمد فوق ما كان يتصور العدو الذي أسقط في  يده وكانت تلحق به الهزائم الواحدة تلو الأخرى  وهو اليوم يستعد لتلقي الضربة القاضية  التي سوف تقضي على كل أحلامه  وسوف تدور عليه الدوائر  والآتي بالنسبة لأمريكا والذيول أعظم  وإن غدا لناظره قريب .