السبت، 22 فبراير 2014

اقضية الفلسطينية بين المد والجزر

إذا قلنا بأن القضية الفلسطينية  تجمع المتناقضات الصارخة فهذا هو عين الحقيقة وهذه المتناقضات تتراوح بين  السلب والإيجاب فبقدر ما هي القضية بسيطة واضحة بقدر ماهي معقدة ومحبوكة الأطراف والعناصر  ولماذا الغرابة والأمور واضحة ؟ التخطيط لإحتلال فلسطين  استغرق أكثر من قرن ونصف وربما أكثر  فالصهيونية بذكائها  وحنكة قادتها وأموالها  من جهة  ، وغباء العرب  وجهلهم وتخلفهم وخضوعهم لإملاءات الغرب المتآمر من جهة أخرى وتنفيذهم لكل إملاءاته وقراراته  ومن ثم انهيار الدولة العثمانية التي ما أورثتنا إلا الجهل والأمية  والمرض والفاقة ثم سايكس بيكو الذي استطاع أن يمسك كل الأوراق بيده  أما جهل الفلسطينيين فحدث ولا حرج فهم من هذه الأمة الغبية المستغباة ، وبعد ذلك أنستغرب ما نحن فيه من تخبط  وما نحن فيه من جهالة  وتعثر  فهذه الأمور التي ذكرتها ألا تكفي لهدم العالم وتغيير خريطته ؟ ثم أليس هذا هو الحاصل ؟  بريطانيا  ومؤسسة الكنيسة والروس والفرنسيين  ومن ثم الأمريكيون  كل هؤلاء تعاونوا فيما بينهم وابتداء من مطلع القرن الثامن عشر من أجل التهام العالم الإسلامي الذي كانت تقوده الخلافة العثمانية  تلك الخلافة التي عرفت من المؤامرات عليها ما لم تعرفه أي دولة في العالم وعبر التاريخ فخلفاء متهالكون على ملذاتهم  وشعب غارق في الجهاة والفقر والجوع والأمية يقاد إلى حروب لا يعرف لها بداية ولا نهاية ولا يعرف لها هدف  وليس لها من يحسن القيادة  أطرافها منهارة وقلبها مريض وجسمها مشلول  والذئاب تتناهشها من الغرب والشرق والوطن العربي بجناحيه الشرقي والغربي تم إخضاعه لدول الغرب ابتداءا من إسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا  ثم بريطانيا في الخليج الفارسي  في هذه الأجواء المشحونة وهذه الأوضاع المتردية كان العالم كل العالم يتكالب علينا  وفي ذلك الزمن تأسست الوهابية  بأمر الإنكليز وتم تجنيدها  والسيطرة بواسطتها على كل ماسمي فيما بعد بمشيخات الخليج وتربع آل مردخاي على عرش الحجاز ونجد وكان الجيش البريطاني  يتآمر مع آل مردخاي بن مقرن الذين تسموا فيما بعد بآل سعود  فكيف لنا أن نتصور أوضاعنا في ذلك الحين ؟ إنها العواصف  والزلازل  والحرائق فم ن يقوم ومن يتصدى وبماذا ظ هذه هي الأوضاع التي صنعت بنا ما صنعت  غرب بإستراتيجية  مدروسة  وخطط جهنمية  وعالم إسلامي بعواطف زائفة وصراخ وعويل  وقبائل متنازعة  وممزقة وقادة  أصبحوا جميعا بأيدي المتآمرين علينا يتحركون كالدمى  بأيدي أعدائنا فصنعوا بنا مايريدون وحركون وفقا لرغباتهم ومصالحه  ولم ينتصف القرن العشرين حتى كان للغرب والصهاينة ما يحبون ويرغبون فضاعت فلسطين بعدما ضاعت الأندلس والبقية تأتي  في الحديث القادم سوف نتحدث عن الصراع العربي مع الغرب والصهاينة مجددا فحتى ذلك الحين  نستودعكم الله على ألايساء لشعبنا الفلسطيني فكلنا ذلك  المنكوب .
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق