الأربعاء، 15 يناير 2014

الإرهاب : منطلقاته وجذوره


                                                           الإرهاب  ..منطلقاته وجذوره
لم يعد البحث عن الإرهاب ودوافعه وأهدافه ومواطنه وبؤره  ومحركه وأدواته ومموله ونتائجه بالأمر العسير ، فقد اتضحت الأمور بشكل جيد  ، كما اتضحت  العناوين البارزة لكل التنظيمات التي  باشرت عملياتها في كل أرجاء العالم  ، وعندما نحدد المستفيد ندرك هوية الطرف الفاعل في هذه العمليات التي هزت العالم ولم تستثن مكانا أو قطرا  أو أمة  ، فالإرهاب أصبح كالريح العاصفة والأمواج العاتية  والرعود الصاعقة ،  والوطن العربي هو الأكثر تضررا من تلك الظاهرة المخطط لها برعونة أو دقة سيان فالغرور مقبرة لأصحابه ،  ولا يمكن أن نستبعد الموساد أو المخابرات الأمريكية فإسرائيل هي المستفيدة إقليميا وعالميا  ، وكذلك أمريكا  ، وهذه الأخيرة وهي مهما  اجتهدت في تبريئة نفسها من الإرهاب ، ومهما ظهرت بمظهر المحارب للإرهاب فإنها لاتستطيع إخفاء دورها المؤسس  والفاعل في العملية ، وإخفاء وجهها الكالح ، وتغطية أياديها الملطخة بدماء الأبرياء ، لأن ذيولها وعملاءها هم الذين يمثلون الأداة  ، وإذا كان يحلو للبعض أن يصف الإرهاب بالثورة والإنتفاضة  وعمليات التحول نحو الديمقراطية  ، فإن ذلك هو من قبيل ذر الرماد في العيون ، فالديمقراطية التي يدعيها القوم هي ديمقراطية زائفة لأن فاقد الشيئ لا يعطيه  ، وإذا كان الإعلام الغربي  والذيلي يصف ما يجري في سوريا على أنه من قبيل ما ذكرنا  ، فإن الحجة عليه بتسفيهه وتكذيبه دامغة  ، ولا يختلف حولها اثنان ومن هنا فإننا وبمحاولة بسيطة جدا وعن طريق  معرفة الأطراف الفاعلة على الساحة السورية  وهوياتها  ومموليها  ، ندرك وعلى الفور من هو الإرهابي الحقيقي  ؟وباستطاعتنا  عندما نمسك الذيل أن نصل إلى الرأس وبشكل مباشر ، فقد سقطت الأقنعة  وتهاوت أطراف فاعلة وتلاشت أطراف وصمدت أطراف ،  وهذا الأمر بات معروفا وعندما كنا نقول بأن الأطراف التي تمول الإرهاب ستكتوي بنيرانه  وسيرتد إليها لم نكن مخطئين  ، فكانت البداية بالجرابيع فاهتزت قطر وانهار جزء من نظامها وعرفت تغييرا لم يكن كما قيل بالجزئي أو العارض أو المحدود ،  واختفى المراهق عن الساحة فيها ،  ثم اهتزت تركيا واشتعلت فيها نيران كانت أسهمت إلى حد كبير في إشعالها وتغذيتها  ، وهذه هي تركيا اليوم تصرخ وتستغيث ، ولكن هيهات أن تنجو وهيهات أن ينجو الشرير أردوغان مما صنعت أياديه  ! وانهار النظام المتآمر في مصر  ...أما المحرك الأساسي والممول الفاعل والموجه " الإستراتيجي" الذي اتخذ من الريال والسيف شعارا له  ، فإن النار عاجلا أو آجلا ستحرقه ، ولأول مرة يحس العالم كل العالم بأن زمن آل مردخاي آيل للسقوط  ، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السورية ارتداد الفتنة إلى صدور ونحور أصحابها وأدواتها  ، فأكل القوم بعضهم والدولة السورية تحصد انتصاراتها يوما بعد يوم وهي بذكاء حاد تدير اللعبة ، ويقاتل عنها خصومها ليصنعوا الهزيمة لأنفسهم بأنفسهم ، وأصبحت المعركة بالنسبة للنظام في سوريا أسهل مما كانت عليه  ، ولن ينعقد مؤتمر جنيف إلا وتكون سوريا على مشارف النصر .. وأمام بوابة الخلاص من كل الشرور التي أحاطت بها ، إن الذين صدروا الإرهاب خدمة للمخابرات الأمريكية والصهيونية باتوا اليوم في عزلة قاتلة ورطة  خانقة ، لم يروها من قبل فالذي يتحرش بالدب الروسي  كان يظن بأن روسيا هي نيجيريا والبوكو حرام  ! والذي كان يظن بأنه بالمال يشتري الناس كما كان يصنع المعتوه الراحل معمر القذافي يكتشف فجأة قصر نظره وسوء نواياه  وفساد رأيه فباتت الهزيمة ماثلة أمام منخريه وتوشك أن تصل إلى عينيه فتفقؤهما  ، ونحن اليوم في وضع أفضل مما كنا عليه فيما مضى وإذا ماعرفنا السبب بطل العجب ، إن هوية المجرم باتت أمام الكاميرا  وإذا ما تحددت هويته سهل القضاء عليه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين ...
 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق