مات شارون فماذا بعد شارون ؟
على الصهاينة أن يقفوا وقفة إكبار وإجلال لبطل من أبطال دولتهم يرحل ، وهذا حق مشروع من حقوقهم وعلينا أن نقف وقفة تأمل أمام تاريخنا وأمام رجالنا فلعلنا نتعظ ولعلنا نكون صادقين ولو لمرة واحدة مع أنفسنا ، فشارون لم يكن واحدا ممن مروا على جثثنا وأشلائنا وداسوا ببساطيرهم على كل ماادعيناه من أمجاد سالفة ! فهو لم يكن أفضل من سواه لعدونا ولم يكن الأكثر سوءا بالنسبة لنا ، وبيننا وبين الصهاينة تاريخ فلنفتح صفحات ذلك التاريخ فمقابل كل صفحة صفحة وأمام كل صفعة صفعة فتاريخهم مليئ بالبطولات وتاريخنا مليئ بالخزي والخيانات ، تاريخهم مليئ بالتحدي والعقلانية والتخطيط ، وتاريخنا مليئ بالإستجداء والعمالة لهم والذل والخنوع والإرتجالية والتخبط ، كنا نقول ، وكانوا يفعلون ، كانوا يدوسون على جثث شهدائنا وكنا نبول على تلك الجثث ، وليكن لدينا من الشجاعة ولو الحد الأدنى لنعترف أمام الناس وأمام تاريخنا فما مر رجل منا في مرحلة من المراحل التي أوشكنا أن نبني أو نستعيد فيها شيئا من الأمجاد إلا وتآمرنا عليه خضوعا للأسياد الذين هم حلفاء العدو في السر والجهر وحلفاؤنا في العلن ومصاصو دماءنا في السر والعلن ، وكنا نمعن في الولاء لهم سرا وجهرا ، مامرصديق لنا وكان صادقا إلا وخذلناه وتعاملنا معه بما يشتهي العدو فبؤنا بالخسران المبين ما مد أحد يده إلينا إلا وطعناه في الظهر غدرا وخسة ونتانة كنا نقول وكانوا يفعلون احتلوا دولنا فواليناهم قتلوا قادتنا فمالأناهم ولنقرأ التاريخ جيدا والتاريخ مكتوب بأقلامنا وأقلام الشرفاء وغير الشرفاء من كتابنا فلم نول ما كتبناه أهمية ، قامت دولة إسرائيل وشمخ بنيانها بأموالنا وخياناتنا ولم نأبه إقرأوا تاريخ اتصالات قادتنا بأعدائنا ولعلكم قرأتم ولو كان ما قرأتموه جزءا من ألف لكان كافيا ليشعرنا جميعا بالخزي والمهانة ولأذكركم بالعناوين ولنبدأ على هذا النحو سنة 1918 كان وعد بلفور . سنة 1922 كان اعتراف المدعو عبد العزيز بن المدعو سعود آل مردخاي بن مقرن اليهودي زوج ال44 امرأة بإسرائيل حيث بارك لبن غوريون بخططه ووعده بالدعم والتأييد عام 1948 كانت اتصالات خيانية تتم بين كل من رياض الصلح وملك الأردن وآل سعود والملك فاروق وكانت تركيا وإيران الداعمين الأساسيين للصهاينة تمر الأيام والمجازر ترتكب بأيدي الصهاينة بحقنا وحق شعوبنا وما ازددنا إلا خيانة وغدرا وطعنا بالظهر لكل من حمل السلاح في وجه إسرائيل في الخمسينات كانت اتصالات جرابيع الخليج الفارسي تتم على قدم وساق مع الكيان الصهيوني في الستينات قرر أصحاب الأموال تزعيم الجاسوس ياسر عرفات على رأس المقاومة الفلسطينية الذي باشر اتصالاته بالعدو الصهيوني ابتداء من الثمانينات ثم خلف العميل الجاسوس مذموم عباس ، في عام 1979 انتفض الشعب الإيراني وكان أول عمل قامت به إيران هو طرد سفير إسرائيل من طهران فحاربناها على مدى ثمان سنوات واليوم ثلاثة أرباعنا يقيم علاقات علنية مع العدو ابتداء من الجاسوس عرفات ومررا بالسادات فبورقيبة فالملك المغربي فالأردن فجرابيع الخليج أما اربع الباقي فهو على اتصال بشكل أو بآخر مع العدو وما زلنا حتى اللحظة نتآمر على الفلسطينيين ونوالي التعاون مع إسرائيل وأمريكا ونحن نكتب اللافتات الفاقعة على أن إسرائيل هي العدوة ونصر على تسميتها بدولة الكيان حتى لانسميها دولة فنحن نحاربها باللسان ونتحالف معها بالمال والسنان فماذا نقول بعد ؟ كلمة واحدة أقولها في نهاية هذه المقالة وهي من حق الصهاينة أن يقفوا إجلالالأحد أبرز زعمائهم ومن حقنا أن نقف وقفة تأمل واعية أمام حيطان بكانا وبمواجهة أطلالنا فلعلنا نتعظ ولعلنا نعترف بأننا من أكثر شعوب الأرض خيانة لأوطاننا وأكثر الشعوب كذبا على أنفسنا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب يقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين .