الأحد، 17 ديسمبر 2017

المسافة مابين قمتي الرياض واستانبول


                        المسافة الفاصلة مابين قمتي الرياض واستانبول

انتهت قمة استانبول ومرت مرور الكرام كأن شيئا لم يكن وكأنها عقدت مابين قمتي الرياض واستانبول بأمر أمريكي لتصب في  نفس ماكان أعده  ترامب مسبقا وتطمح إليه إسرائيل ، فالأمة العربية ومعها الأمة الأسلامية  ومعنا شرفاء العالم في كل القارات وبصوت واحد دوى في كل الجهات وهو يردد شعارين لا ثالث لهما : الأول لاعدو لأمتنا إلا إسرائيل ، ولم يقل أحد بأن إيران هي العدوة ، والثاني القدس الموحدة عاصمة أبدية للقدس ثم هبت تباشير الإنتفاضة الثالثة وسقط المزيد من الشهداء والجرحى من الفلسطينيين الذين رفعوا وبصوت عالي تلك الشعارات التي ذكرتها فماذا كانت النتيجة ؟  أولا كانت هذه القمة  صورة مكررة لتلك التي عقدت في الرياض برئاسة ترامب  حيث انضوى تحت لوائه وزعامته كل جرابيع وجراذين الأمتين العربية والإسلامية  وشجعوا ترامب على أن يقول ماقال ويتحرك بالطريقة التي تحرك بها ويعلن ما كان أعلنه لهم فردا فردا في الجلسات المغلقة وأعلن ما كان أعلنه لهم في الجلسات المعلنة فنال موافقتهم في الرياض وانطلق بوا شنطن مستفزا مشاعر الجماهير الإسلامية وشعوب الأمتين ولكنه تجاوب مع ذيوله ... نعم كانت قمة مسيلمة الكذاب كقمة آل سعود لولا أن الثانية جمعت إليها في استانبول كلا من إيران والجزائر والعراق ولبنان  فغيرت  بعض الشيئ وافتقدت لمعان الرياض وكانت باهتة ، ولكنها حققت وبخبث ما كان يطمح إليه الصهاينة وهو أن القدس مقسمة  والحدود بالنسبة للدولة الفلسطينية هي حدود ال67 أي حدود الإحتلال عام 1948 وكانت صرخة مسيلمة تعني الإعتراف برغبته في نقل سفارته إلى القدس الشرقية على أنها عاصمة فلسطين المقترحة صهيونيا وأمريكيا  ولم تتكلم هذه القمة الإستعراضية عمن هو العدو  وقد أكدت الدنيا كل الدنيا بملايين المحتشدين في كل الساحات أن لا عدو لنا إلا إسرائيل ومن يتحالف مع إسرائيل فكانت بالطبع السعودية عدوة للعرب  أما القول بأن إيران ومعها الشيعة هم الأعداء الوحيدون للأمة فهاذا ما لم يقل به أحد..نعم إن الجماهير ردت والحكام ردوا فكان بين الجماهير والحكام واد سحيق وبون شاسع : إيران ليست عدوة وإسرائيل ومن طبع معها وأعترف بها  وتحالف معها هم الأعداء الحقيقيون للإمتين العربية والإسلامية ، ولم يقل أحد بأن الشيعة وحزب الله وإيران أعداء للأمة  فبقيت فلسطين في قلوب الجماهير بعدما خرج الحكام كالكلاب المذعورة من قلوب كل الناس وأبقوا على ذيليتهم لأمريكا والعدو الصهيوني وبالتالي فإنه لا يصح إلا الصحيح ولو كان أردوغان وغيره دون أن نسمي حريصين على فلسطين وشعب فلسطين وقضايا الأمة لكانوا فعلوا الذي فعلته إيران وأخرجوا سفراء إسرائيل من عواصمهم  ولكن مادام هذا لم ولن يحدث فإن دار لقمان مازالت على حالها  وحكامنا  مازلوا ذيولا لحماتهم  وموجهيهم  وهذه هي الحقيقة الساطعة كالشمس في رائعة أو رابعة النهار وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ...
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق