كن مع الحق حيثما كان
كتب لي أحد الأحبة مايأتي وبالعامية : "دخيل رب جرأتك وصراحتك " ولقد سبقه الكثير من الإخوة إلى مثل هذا الثناء والتنويه المشكورين وأقول: أولا أنتم مثلي وما شكرتموني وامتدحتموني في هذا الجانب إلا وكنتم مثلي بل أحسن مني ، فأنتم شركائي فإن لم تكونو كذلك في الظاهر فأنتم في الباطن حيث الجوهر واللباب ، أما بالنسبة لي فبصدق وموضوعية أقول : هكذا نشأت وتربيت وترعرعت ، وقد عانيت ما عانيت من المنع والحرمان والعذابات لقاء هذا الكثير ، وقليلون جدا الذين لا يعرفون هذا ابتداء من الكويت وليبيا والجزائر وانتهاء بمملكة الفساد والمفسدين وعاصمة اللصوص في العالم ، لبنان ! الحبيب ، وما مللت وما كللت وثابرت وما زلت على خطي هذا عدوا للخيانة والفساد وعدوا للمفسدين ، وهكذا كانت علاقتي مع الأفراد ، غير أنني ما حقدت على أحد منهم فكلما آنست تغيرا أو تراجعا منهم سرعان ما كنت ألملم جراحي وأغير من موقفي منهم ، وما حقدت على أحد وما عاديت أحدا ففي السياسة لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ذلك أن الأمر يتعلق بالمواقف فكلما كانت المواقف إيجابية كلما عدلت من مواقفي ، على مستوى الأحزاب والتيارات والإتجاهات والأمر ليس تلونا فإن الأمر مختلف عما هو عليه الحال في العلاقات الإجتماعية وإن كان ليس بعيدا عنها ، فلم أسحب موقف فرد على جماعة بل كنت وما زلت أحمل كل فرد مسؤولية عمله بشكل محدد وأناقشه وأحاوره وهكذا كنت وأنا في عقيدتي أرفض الحياد فلابد للمرء من أن يكون إلى جانب دون الآخر ، والمعادلة والمقارنة تعتمد دائما على الموازنة بين فريقين ، فالميزان لا يمكن أن يكون متعادلا أبدا بينهما بل هو على جانب كبير من الحساسية والإعتدال بين الكفتين صعب ومستحيل ، فلا بد من ميلان وعليك أن تتخذ دائما موقف المساندة إلى الأخْيَر والأعدل وإن لم تجد فإلى الأقل سوءا ، وهكذا تستقيم مواقفك مع الجميع وكن على استعداد لأن تغير مواقفك بسرعة ما دمت ترى أن الطرف الآخر قد جنح إلى العدالة والخير والإستقامة وتبنى القيم ، ولا تكن حاقدا فالحقد شر وكله شر ومجددا أشكر كل الذين ساندوني وشكروني وأعاهدهم على البقاء كما أنا إن قدر لي الله هذا ورضيه لي ورضيته لنفسي