عبد الناصر والأمل المرتجى
اليوم أتحدث عن زعيم الأمة بلا منازع عن جمال عبد الناصر، إنه الزعيم الصعيدي الأوحد والأول الذي اجتمعت حوله الأمة العربية بعدما وحدها ولأول مرة في التاريخ ، كان حازما صادقا مبشرا بغد أفضل ومستقبل مشرق لأمة غزاها الظلم والظلام ، وضع الحجر الأول لبناء الوحدة العربية وأنقذ مصر ورفع رايتها فلاحت في الآفاق واشرأبت إليها الأعناق مستشرفة مهللة ، تصدى للغزو الأجنبي وتعرض لحروب كان لا بد لها من استهدافه وأن يتعرض لها كيدا وتآمرا، وقف مع الثورة الجزائرية بصلابة وحزم فسلحها وفتح له الملك الراحل إدريس السنوسي حدود ليبيا لنقل السلاح إلى الثوار، فأعلنت عليه حرب ال56 فرنسا وإسرائيل وبريطانيا ووقف الإتحاد السوفياتي إلى جانبه ثم سحق العدوان فكانت انتصاراته فيها وساما على جبينه وهللت له الأمة كل الأمة وارتفعت قامته وتطاولت هامته فتوحدت حوله الأمة ثم وحد بين سوريا ومصر ، على أن تكون هذه الوحدة بداية لا نهاية ولكن الغرب وذيوله من العرب أبوا إلا أن يكيدوا له فكادوا وتآمروا ثم خاضوا حربا جديدة عليه كانت كافية لإنهائه ولكنه صمد وسلح جيشه واستعد للمعركة الفاصلة فكان كعلي الذي استعد لمعاوية ولكنه اغتيل قبل بداية المعركة الفاصلة التي أعد لها ، نعم اغتيل عبد الناصر قبل أن يتمكن من الثأر لمصر والعرب ، فخمدت جذوةنار الوحدة وانطفأت مشاعلنا ولعل الزمن يطول قبل أن تقدم مصر ناصرا جديدا ، أي حديث عن عبد الناصر من هذا القبيل يعتبر معادا فكلنا نقوله ولا يمكن لأحد أن يطعن بمصداقيته كان الرجل في حياته الشخصية متواضعا لابذخ ولا ثراء ولا استغلال فهو أكبر من كل شيئ فلا أولاده أو وإخوته استغلوا عظمة والدهم فلم يثر أحد منهم على حساب كرامته فرضوا بالفقر والحاجة ، وقد عرفت اثنين منهم حسين ولعله أخوه وخالد عندما التقيتهما في ليبيا 1974 وكانت زوجته الفاضلة إيرانية الأصل سيدة بيت جليلة لم تخرج على أنها السيدة الأولى وهكذا كان أبناؤه وبناته ، اغتيلالرجل ولم يترك شيئا ولم يخلف " أميرا أو أميرة " فأبناؤه وإخوته هم من الشعب بل كأي من أبناء الشعب المصري وقد عرفناهم بعد وفاته وكما قلنا ولم يتمكن خصومه من تسجيل أي هفوة على أحد منهم ، هذا هو عبد الناصر ولكن ماهي عيوبه وأخطاؤه ؟ هو شريك لعبد الكريم قاسم وهواري بومدين بالنزاهة و في أنه خدع بمن كانوا حوله فاستدرجوه وكادوا له وورطوه في العراق واليمن وعفا عمن حامت حولهم الشبهات في الوقت الذي كان يمكن له أن يقرب مجموعة من الشرفاء ممن شاركوه وأخلصوا له أولئك الذين زج بهم جاسوس إسرائيل في السجون ولكنه تورط بالغلطة الكبرى التي جعلته يقرب الخائن أنور السادات صاحب الباع الطويل بالمكر والتجسس وقد نبهه إليه كثيرون وبالرغم من هذا إلا أنه وقع في الفخ وخسرناه وخسرته الأمة وها نحن مازلنا نعيش الحسرة نعم هذا هو القامة السامقة والطود الشامخ والجبل الذي انهار ، وجل من لا يخطئ ولكن غلطة الكبير لابد وأن تكون كبيرة ترى أيبعث ناصر جديد لهذه الأمة فينقذها من مخالب آل سعود المتحالفين مع إسرائيل ؟ ليس تحقيق هذا الحلم على الله بمستبعد أو عزيز