وقفة منصفة مع القاضية التي يمكن أن تكون أخطأت
وقفة صباحية مع القاضية أبو كروم نكون فيها من قضاة العدل لا ننحاز ولا ننجرف ، أولا أنا شخصيا لم أنجرف ولكنني وقفت عند أمرين : الأول أن العدل في لبنان بات خرافة لا مجال للحديث عنها في الوقت الذي يكون فيه السنيورة رئيسا للحكومة ويخلفه سعد الحريري وغيرهما من " جماعتنا "فالسنيورة متهم بتهم ثابتةوقد احتمى بشركائه بالفساد ،ولكنه كان يصرخ وكأنه يهدد بفضح هؤلاء الشركاء فلاذوا بالصمت المريب وسعد جاء من مملكة الفساد والفتنة وقد شرد آلاف العائلات من الهنود والباكستانيين والعرب بعدما انهارت شركته التي سرقها الأغنياء لا الفقراء ، وحدث حتى الصباح عن الفساد والمفسدين في لبنان فلن تنتهي الأسطورة ولا الحكاية ، إذن هنا الغرابة في أن تتحدث عن العدالة وعما يوصف ب "الدولة" وإنني هنا أتوجه بانحناءة أمام الذين شاركوني من أصدقائي ممن أحب وأثق بهم فيما كتبت ومنهم من يثني على القاضية وأنا لا أشك بنزاهتهم وثقتي بهم كبيرة وأنا أعرف عن القاضية ما يعرفون من أنها نزيهة وهذا صحيح وشهادتهم جديرة بأن نعتمد عليها ونأخذ بها ، وأنا أيضا أعرف عنها من الناس مايعرفون وما قالوا به ولكنني وقفت أمام أمرين لاثالث لهما الأول أن السيدة التي سُجنت مريضة بالسرطان وقد ثبت أنها تعالج بجلسات يومية وأنا أعرف طبيعة هذه الجلسات ومدى خطورة التوقف عنها ، وقد نافت على السبعين والأمر الثاني هو أنها ليست من ارتكب المخالفة ، أما الأمر الثالث وهو الأشد غرابة هو أن تجد من يقيم العدل في لبنان وحاميها حراميها وقد استشرى الفساد والرشاوى حتى العظم ، إذن أنا تحفظت في حديثي عن القاضية ولكنها أخطأت ، هذا ما قلته ولدينا ما نقوله ذلك أن هناك قاعدتين الأولى ولاتزر وازرة وزر أخرى والثانية وليس على المريض حرج والأمر الثالث هو مااتفق عليه فقهاء القانون من المقولة المشهورة والمعروفة التي تقول بأن " القانون حمار " وهو يُجر بيد أهله وأصحابه بحيث يحسنون قيادته إلى الطريق المستقيم وتفسيره إذن القاضية أخطأت رغم ما يعرف عنها من نزاهة وأنا أقر بذلك وقد شهد لها من أحب وأثق بهم مثلما يثقون بي ، أما الحملة عليها فقد كانت بدوافع إنسانية وقد انجرف بها من انجرف ولاأعفي نفسي من الإنجراف وراء عواطفي وجل من لا يخطئ والأمر الجميل هنا هو أنه بالرغم من العواطف المشحونة على أهل ما يعرف بالحل والعقد في هذا البلد المكبل بحبال وسلاسل المفسدين أن تجد فيه من يدافع عن المظلومين أينما كانوا وكيفما كانوا وكانت القاضية بينهم ولكنها والحق يقال أخطأت وكان بوسعها أن تتصرف بالحكمة المطلوبة في مثل هذه الأمور وتتريث حتى لا تقع فيما وقعت فيه وربما تكون هي الأخرى ضحية لخطأ كان بإمكانها تلافيه وأخيرا حمانا الله وحماها وحمى كل الناس من الشرفاء والفقراء من أخطاء يصنعونها بأيديهم عن غير قصد وأنا أعتذر عما يمكن أن أكون وقعت فيه من انجراف وراء عواطفي الإنسانية