لبنان والإنتخابات النيابية وقانون النسبية
نحن نطالب بتغييرات جذرية بتركيبة البرلمان اللبناني لأنها أثر من آثارالإستعمار الفرنسي البغيض حيث فرض علينا التمزق والتشرذم بشكل مشرعن مقنن ،وقد بنيت على أساس قانون الستين الإنتخابي ، نعم فلتلغى الطائفية من أساسها لأنها نظام فاسد تتمثل فيه أقصى درجات التخلف والجهالة وقد نشرت وأسست لعداوات طائفية ومذهبية وجعلت من مجتمعنا مسرحا لذيول الإستعمار والصهيونية وعاثوا فسادا في الأرض ، وبات جرابيع الخليج يتحكمون بقراراتنا بمجملها ، وإن هذا التغيير لا يكون إلا بإلغاء الطائفية السياسية واعتماد النسبية الكاملة على أن يكون لبنان دائرة واحدة يوحد بين بنيه على أساس المواطنة والديمقراطية وحرية المعتقد والرأي ، فأنا لبناني قبل أن أكون مسلما أو مسيحيا والوطن يوحد بيننا جميعا وديننا نمارسه في الكنيسة أو المسجد ولا دخل لإحد بأحد ، ولا يمكن أن يكون الدين سببا للفساد والدمار والفتن والحروب بل هو نشر لروحانية توحد بين القلوب ولا تفرق بين الناس وتدعو إلى السلام والحب بين الشعوب ، ولاتقيم بينهم الحواجز والسدود، وهذا القول نزفه لقوم يعقلون ولأناس يتفكرون ، لا لمن ينهبون ويسرقون وينهبون ، والنسبية من شأنها أن تغير التركيبة والموازنات برمتها وتكون أصدق وأكثر تمثيلا للمواطنين كل المواطنين ولو تمت تلك لما كنا لنقع في الفراغ الرئاسي لسنوات ولم نكن لنهدد بعضنا بفراغ أكثر خطورة وبحرب أهلية لا تبقي ولا تذر ، وقد وقعت بالفعل ولم يكن ضحاياها إلا الفقراء والجهلة ، أما الذين قطفوا جناها في الشر فكانت غنائمهم سرقات تراكمت وتكدست حتى غلضت رقابهم وانتفخت كروشهم واستفحل شأنهم وعاثوا فسادافي الأرض وزادوا في استعباد الفقراء وشراء أًصواتهم وذممهم ولما كان في البرلمان فيتوات تحكمت برقاب العباد ولما كان من هو مثل وليد بيك ليتحكم في مصير بلد بالكامل وهو لا يمثل إلا أقلية لاترى بالعين المجردة ، وهذا لانعني به شخص وليد ولا طائفته الكريمة لأنها هي الأخرى عانت من استبداده وتحكمه بمصير الطائفة وحرمانها من كل الحقوق الشيئ الكثير ، وما كان لغيره أن يفرض نفسه حاكما بأمره على طائفته بكاملها نعم نطالب بالنسبية لما لها من طابع حضاري تعمل به معظم الدول الحضارية الديمقراطية المتمدنة ، إن النسبية تضمن لنا تلونا وتعددية تكفل للبلد استقراره وديمومته وتتكفل بدخول العناصر الكفوءة إلى محرابه فتسهم في بنائه لا تدميره ثم ندعو بعد ذلك وكنتاج للنسبية إلى انتخاب الرئيس من الشعب والرئيسين التاليين من البرلمان على أن تحدد ولاية كل منهما بحيث لا تتحول إلى وراثة نعم هي تلك النسبية التي ندعو إليها ومن حقنا كمواطنين أحرار نتمتع بحق المواطنة رغما عن أنوف الرافضين لذلك إذ من حقنا أن ندعو لمصلحة الوطن وقد رأينا النسبية مصلحة كبرى من مصالحه