عندما يتكلم السيد
عندما تكلم السيد حسن نصرالله يوم أمس وخصص حديثه بالفراغ الرئاسي
الحاصل في لبنان تكلم بهدوئه وصراحته
المعهودة كما هو معروف عنه ولسنا بحاجة
للحديث عن صدقه أو التنويه به فالرجل لايحتاج إلى مثل هذا وعلى كل حال فلسنا هنا
بالصدد الإشادة أو الثناء ولكننا أردنا التعليق على بعض ما جاء في كلمته التي
بثتها المنار ، وقال فيها بأن إيران لا تتدخل ولم تتدخل ولن تتدخل في الملف الرئاسي في لبنان كلمة مختصرة موجزة تعليقا أو ردا على مايصح فيه القول المعروف
عربيا " رمتني بدائها وانسلت " أي أن الخصوم علقوا كل ثيابهم المتسخة
على مشجبنا فيرتكبون الذنب ويتهموننا
بصنعه ثم يلصقون بنا سيئ فعالهم و وخسيس
أفعالهم وعادة ما تجدهم يشحنون كلامهم
وأقالهم بالفجور والسباب والشتيمة وخلق
التهم ومن ثم لصقها بنا ، السيد حسن كان هادئا للغاية ، ولكن علينا أن نوضح ماجاء في كلمته أكثر وهو لم يكمل العبارة لأنها تقتضيه القول بأن السعودية هي من يتدخل ويضع فيتو على زيد أو عمر وهي التي
تملي على فريقها الذي تتعامل معه كما يتعامل الكبير مع الصغير أو الأم مع
الرضيع والبالغ مع القاصر فهي الوصية
والآمرة والناهية والمملية لكل المواقف ، وهذا الأمر معروف ، وهي تستعمل لغة
الأسوق فالدين ممنوع والدفع على الميزان ولكل موقف ثمن ، ولو قال السيد هذا لكان مصيبا ومنصفا وهو مصيب على كل حال ولكن علينا أن نوضح الأسباب : السعودية لها ذيول في لبنان ولإيران حلفاء ، للسعودية عملاء ولإيران أصدقاء ، السعودية لا تثق بذيولها لأنهم رق وعبيد وموظفون وأجراء وهم قصَّر بحاجة لمتابعة دائمة ، أما إيران فلها كامل الثقة بحلفائها لأن إيران مؤيدة وداعمة ومتوافقة مع حلفائها
، والسعودية لا تثق بذيولها وإيران أيدت حزب الله والمقاومة ولم تخلقهما وتؤسسهما أو تستأجرهما ، والأمر مختلف تماما ، فإيران تقف مع الحق وكنا وما زلنا في لبنان أهل حق وأصحاب قضية ، والسعودية لا ولن تفعل هذا ولن
تكون في هذا الوارد ، وإيران وقفت مع الحق الفلسطيني (السني )وحزب الله فعل نفس الشيئ ، إذن هناك تلاقي بين إيران وحلفائها على أسس فكرية وعقائدية وسياسية وجهادية ،والأمر
جوهره في تقاطع المواقف المبدئية لا المصالح ، أما الفريق السعودي في لبنان فهو لمم من الموالين والمرتزقة وعملاء إسرائيل ، وكل شيئ موثق واضح فأين الملياردير اللبناني الذي صنعته إيران وأوكلته بشراء الذمم وحملته "رسالة " الفتنة المذهبية ؟وأين الذين بعثوا لإيران يستعجلونها في الدفع باستخذاء لأنهم " مزنوقون " و"مفلسون " وأين الذين يهرولون إلى طهران فقراء شحاذين ويعودون أغنياء أثرياء ؟ ومن هو
المتهم عبر الفضائيات وبالإسم على أنه
تقاضى ثلاثين مليون فقط عدا ونقدا ليغطي
خرافة ما يسمى ب " الهبة " السعودية ؟ وأين الذي تم تداول إسمه في
الآونة الأخيرة على أن مجموع ما تقاضه من آل سعود 345 مليون دولار وبالأمس كان
عميلا – وما زال – لإسرائيل ؟ وأين الذين كانوا غير ذلك الذي أشرنا إليه عملاء لإسرائيل وأصبحوا في كفة إيران ترعاهم وتطعمهم ؟ هذا هو السبب في أن إيران لا ولم ولن تتدخل لأنها تحترم قرارات الحلفاء وتثق بها وتدرك جيدا أنها القرارات المصيبة والمدروسة وتترك لهم الأمر ليختاروا ما يحبون من المواقف وهي تؤيد وتبارك ولا تملي وتراقب ، وهي لن تكون معهم في حال واحدة ، وهي عندما تراهم وقد باعوا أنفسهم للشيطان الصهيوأمريكي
، وهذا لا ولم ولن يكون ..نعظكم لعلكم تعقلون ، وهكذا فإن السيد حسن نصرالله يكون قويا عندما يتكلم لأنه صادق وواثق من نفسه وحليفه ، إذن نحن حلفاء ولسنا عملاء أصدقاء ولسنا أتباعا أو مرتزقة ولكنهم لا يعلمون ولا يفقهون ..
30/01/2016