الكويت بين آل
الرشيد وعبد العزيزبن سعود
كانت العلاقات بين عبد العزيز ومبارك الصباح
جيدة ذلك أن مبارك كان يتحاشى بطش آل سعود وكان الشيخ سالم إبن مبارك على
العكس من والده حيث كان بعيد النظر ويعرف أطماع آل سعود بالكويت ولما مات
الشيخ مبارك وانتقل الحكم إلى الشيخ سالم
توترت العلاقات بينه وبين عبد
العزيز فكان لا بد من الصدام فأرسل عبد العزيز " مجموعات
من تجار الدين الوهابي السعودي إلى الكويت ، فانتشروا في الكويت وأخذوا يفتون
بتكفير وشرك سالم الصباح حاكم الكويت
كما اتهموا أهل الكويت بالزندقة
والمروق هن الدين ولكن هؤلاء لا قوا
معاملة جافة واحتقار من أهل الكويت الذين استخفوا
بهم واحتقروا آراءهم
وفتاواهم فأمر الشيخ سالم خطباء المساجد
أن يكشفوا حقيقة العقيدة اليهودية الوهابية وفتاواهم
والذين يتاجرون بها ويظهرون تعصبهم
الجاهل ضد جميع الطوائف
وكشف أدوار عبد العزيز آل
سعود ومقاصده غير الإسلامية وهذا بعد ماقيل في مساجد الكويت ..
وبعد
مقتل عبد العزيز بن متعب
آل رشيد ومجيئ إبنه سعود
مكانه طلب حاكم الكويت سالم المبارك
الصباح من سعود آل رشيد التعاون معه
ضد عبد العزيز آل سعود خصم الجميع
فبادر سعود آل رشيد بإرسال مجموعة من الفرسان بقيادة الشيخ
ضاري بن طوالة .. فازدادت حدة
الخلاف بين سالم الصباح وعبد العزيز
آل سعود ... إلا أن عبد العزيز آل
سعود استطاع أن يتغلب على خصمه سالم الصباح
متهما إياه " بالتعاون مع آل
رشيد أعداء الإنكليز ومع العجمان خصوم آل سعود " فطلب مقابلة " السير برسي كوكس " وتمت المقابلة في العقير
ومن ضمن طلبات عبد العزيز آل
سعود من السير برسي كوكس
مايلي :
1 – إبعاد
قبيلة العجمان عن الكويت إلى نجد وتسليم شيوخها
ومنهم ضيدان بن حثلين وسلطان بن حثلين .
2 – إبعاد
الموجودين في الكويت من قبيلة شمر
بقيادة ضاري بن طوالة وغيره .
3- منع سالم
الصباح من التعامل مع سعود الرشيد ومنع شمر
وأهل حائل من شراء الحبوب من
الكويت .
4- ضم الكويت
إلى سلطنتنا حسبما اقترح " جون فيلبي
".
5- عدم
إرسال أحد من قبيلتي العجمان
وشمر إلى العراق .
6- أن تفي
بريطانيا بوعدها في مساعدتنا
على إزالة حكم آل رشيد.
7-إنني
موافق على كل ما تريده مني بريطانيا
وقد أخبركم جون فيلبي
بموافقتي على منح فلسطين لليهود المساكين .
هذا ما ذكره الشهيد ناصر السعيد في الصفحة 603
-605 من كتابه تاريخ آل سعود . ونتابع فيما بعد كيف تمكنت بريطانيا من تسليم كل خصوم عبد العزيز آل سعود له حيث تمت تصفيتهم
.
باختصار ودون
الدخول في التفاصيل فالسيناريو لا بد وأن
يصل إلى نهايته فوافق المستر كوكس على مطالب عبد العزيز ورفض ضم الكويت إلى
مملكة صديقه لأن دولة الكويت أقيمت لتبقى
كما هي ثم ذكر له ان بريطانيا وقعت
اتفاقات مع خصوم عبد العزيز حتى لا يتحرشوا بمملكة صديقهم ولكن حتى هذا لايرضي الإنكليز لأن الذي يرضيهم
هو أن تكون حروب بين كل الفرقاء وهذه هي
سياستهم الدائمة وبقي آل سعود يتحرشون
بالكويت أما برسي كوكس فقد أخذ يعلن كراهيته للشيخ سالم بن مبارك فالحرب إذن واقعة لا ريب والقصد منها تأديب سالم وهذه هي رغبة بريطانيا
فمن يقوم بالمهمة ؟
وقعت معركة بين آل سعود والكويتيين في مكان اسمه " حمض" وكانت الكفة
راجحة للكويتيين فطلب عبد العزيز
النجدة من " الإخوان " وفي يوم
28شعبان 1338 الواقع في 1 حزيران 1920وقعت المعركة الكبرى بين الفريقين كانت الغلبة فيها لجماعة الإخوان وآل سعود وكانت
خسائر الكويتيين بالغة ولما عوتب عبد
العزيز فيما أوقعه جنده من قتل وسلب ونهب ادعى أن الأمر خارج عن إرادته وأن
فيصل الدويش قائد الإخوان هو الذي
يتحمل المسؤولية ...واستعد الكويتيون لمعركة قادمة وهي لابد واقعة وفي نفس الوقت
قدم سالم شكوى إلى المستر " مور" وهو المعتد البريطاني في الكويت يعترض فيها على
أعمال جند آل سعود فسافر مور إلى بغداد لمقابلة الحاكم البريطاني هناك وهو (
السير أرنولد ولسون) ولما كانت القضية
عملية تبادل أدوار فقد عاد مور ليقول
لسالم " إن الحكومة البريطانية جادة
في " سعيها " لتثبيت الحدود بين الكويت ونجد " إنما يجب أن تحسن
علاقاتك مع عبد العزيز
آل سعود وبريطانيا " فأدرك سالم
مدى تبني بريطانيا لآل سعود وعبد العزيز تحديدا ...
وبدون الدخول
في التفاصيل بعث سالم وفدا إلى عبد العزيز
في 13 رمضان 1338 الموافق ل 30مارس
آذار 1920 يتكون من : عبدالله الصميت وعبد العزيز الحسن إلى الرياض ومعهما رسالة إلى عبد العزيز يشكو فيها ما حصل يذكره بأيام محنته ووقوف الكويت معه وما قدمه الكويتيون أيام المبارك من عون لآل
سعود وإنه ما كان ينبغي أن يكون جزاء الكويتيين بهذه الطريقة ......إلى آخر
الرسالة فيرد عبد العزيز بعجرفة ويقول له ما معناه : ليس الفضل لكم بل للإنكليز
( كذا)
عاد الوفد إلى
الكويت في 15شوال الموافق للفاتح من تموز 1920 ومعهما رسالة سلماها لسالم ثم وصل مبعوث عبد العزيز وقابل
سالم في مجلسه ومعه اآخر رسالة تهديد
سافر واعترف عبد العزيز بمسؤوليته عما
حصل ويقول فيما يقول : " إن
السبب في واقعةحمض هو تدخلكم فيما لا يعنيكم . اعلموا
أن لا حق لكم عهدي ولا حق لكم
في منطقة "قرية" فهي لي فقد خططها السير برسي كوكس أما ما كان لآبائك وأجدادك من حق على آبائي وأجدادي مع آبائك وأجدادك في الآحرة سيأخذ كل منهم حقه بنفسه ..
المهم توترت الأجواء وتتعدد الوفود
وفي مقابلة عبد العزيز لوفد كويتي جديد هدد وتوعد وشتم سالم أمام
مندوبيه وقال لهما : " هيا اخرجا
وقولا لسالم الصباح ليس بيني وبينكم إلا الحرب والقتال فعودا إليه واخبراه بذلك وأبلغ سالم هذا لعبد اللطيف
المحميد وكان وهو أحد عملاء
الإنكليز وكان موظفا في دار الإعتماد
البريطانية في الكويت فطلب منه سالم أن يبلغ الإنكليز ...وقد اتضح أن بريطانيا كانت
وراء السيناريو من أوله إلى آخره وقد
استعمل عبد العزيز " ليربي سالم ويروضه حتى يرتمي في أحضان الإنكليز "
وأرسل هؤلاء رسلة صريحة لسالم يفيدونه بأن
بريطانيا تعهدت بحماية آل سعود وألغت كل ما يتعارض مع هذا من الإتفاقيات ورفض سالم هذا
ولكن ...؟
وكان أخيرا الإحتام إلى السيف فوقعت معارك بين
الطرفين وبريطانيا وراء عبد العزيز وكان
فيصل الدويش قائد آل سعود وحاصر
جند الكويت ووقعت معركة الجهرا فلب
سالم هدنة فجاء الرد بالشروط التالية :
1 – رجوعأهل الكويت
إلى الدين الإسلامي الصحيح
2 –إبعاد جميع
الشيعة عن الكويت .
3 - ترك شرب الدخان .
4- تكفير الأتراك
فتظاهر سالم بالموافقة وخرج المندوب السعودي ليخبر الدويش بذلك غير أن السعوديين عادوا بطلبات جديدة هي :
1 – العودة إلى
الإسلام !
2 - إلغاء سوق القحاب ( وكان الكويتيون قد قبضوا في السابق على عبد
العزيز ومعه جماعة يمارسون الدعارة في هذا
السوق )3 – ترك المنكرات .
4 – ترك الدخان
.
5 – ترحيل الشيعة
من الكويت ..
6 – إخراج القنصل البريطاني من الكويت ( للتضليل ويكون
القنصل نفسه قد أدرج هذا الطلب مكرا ).
7 – هدم المستشفى
الأمريكي وطرد أطبائه .
ثم وقعت المعارك بعد ذلك لأن الطلبات التعجيزية
الفاجرة قد استفزت الشيخ سالم وكان الشيخ
يكره آل سعود والإنكليز ولم يكن هذا خافيا على الإنكليز لم يكن خافيا على عبد
العزيز ..
23/10/2015