السبت، 17 أكتوبر 2015

قوانين الجنسية في لبنان

         القوانين الجنسية في لبنان ومدى مطابقتها للقوانين الحضارية

قبل أيام قليلة شاهدت على شاشة المنار التي أحب في إطار ما يسمى " الخط الساخن " كما أظن أو على ما أذكر وكان الموضوع يدور حول الجنسية والتجنس وقضايا ما يعرف بمكتومي النفوس في لبنان وكان النائب نوار الساحلي محاورا لأصحاب المشاكل المتعلقة بهذا الأمر الحساس والذي لفتني هو أنني كنت أتوقع أن تكون إجابات النائب نوار مقنعة ومفيدة لسببين لا ثالث لهما : السبب الأول هو أن النائب ينتمي لحزب سياسي فهو سياسي بامتياز فضلا عن كونه نائبا في البرلمان الممدد الممدود   والسبب الثاني هو أنه محامي غير أنني فوجئت بأن إجاباته كانت دون المستوى وكانت باردة باهتة  جدا بحيث لم تقنع أحدا من أصحاب الأسئلة فكأنهم لم يسألوا ولم يتلقوا إجابة !وكأنني به وقد نسي أنه نائب وينتمي لحزب جهادي ويتعاطى بالشأن العام من الجانب السياسي ثم إنه بعد ذلك كان كمن نسي القانون بكامله ... ثم وجدت أن ما يسمى بقانون الجنسية اللبنانية قد حفر أو حشر بين مواده قوانين نحتها واضعوها بعدما استمدوها  من القرون الوسطى أو ما دون الوسطى بحيث أنها لا تراعي حقوق الإنسان ولا المستويات الحضارية حتى للشعوب المغرقة في التخلف  ولا في دول ومشيخات الخليج  ولكنه أضفى عليها قداسة قرآنية حينا وإنجيلية حينا آخر بمعنى أنه يمكن لنا أن نناقش في القرآن والإنجيل حسب اجتهادات الفقهاء ولكننا لا يمكن أن نناقش في هذه القوانين وهي باديه الهلهلة واضحة الهزال سقيمة تافهة لا قيمة خلقية أو إنسانية لها لأنها تستمد قوتها من المحاصصة الطائفية والمناكفة الكيدية وقد جعلوا منها " حمى كليب " أو نعجة بين ذئب وضبع علما أنه ما كان ينبغي لها أن تكون في قوانين بلد يعيش في القرن الحادي والعشرين فضحكت وبكيت  ،  ضحكت وأنا لست أمام مشهد كوميدي لعادل إمام أو دريد اللحام  ،  وبكيت لا لأنني في عاشوراء ...بل لأنني من لبنان وفي لبنان وتأسفت لكون النائب نوار الساحلي وكأنه لم يكن نائبا عن حزب الله ولم يكن محاميا فكيف كان ويكون أمر كهذا ؟ الموضوع بحاجة لنقاش معمق من جوانبه الإنسانية والسياسية والقانونية والحضارية والأخلاقية لأن قوانين الجنسية في لبنان قوانين أقل ما يقال عنها بأنها باردة غثة رديئة وهي بالتالي غير قانونية وأخيرا نيال من لا مرقد عنزة له في هذا البلد وعلى فكرة فإن مقولة " نيال من لو فيك مرقد عنزة يالبنان " لناذا لا تكون أكذوبة كسائر الأكاذيب التي طالما روج لها رهط المغرورين والمشعوذين  وكأكذوبة الديمقراطية وحرية الرأي والمعتقد  التي ندعي بأنها تميز هذا البلد المخترع فمتى كان اللبناني يحسد على لبنانيته ؟ أفي الحروب الأهلية الطاحنة التي طالما كانت تجتاح لبنان كل ثلاثين سنة أم على الزبالة التي غطت الحدائق ولم يجد لها العباقرة  ولا الحيتان حلا ؟ أم على السطو على أملاك الدولة أم على السير في فلك أقذر عائلة في التاريخ كأسرة آل سعود ؟ أم على الطبابة المجانيتين ؟أجيبوني بربكم فوالله ثم والله إن اللبناني لم يكن محسودا على لبنانيته ولو ليوم واحد منذ أن تأسس هذا البلد النكتة
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق