....والحق أن وليد جنبلاط لم يستفد من
تجاربه ..
كتب
اسكندر شاهين مقالة في جريدة الدياراليوم تحدث فيها عما وصفه بتقلبات وليد جنبلاط وعدم
ثباته على أرض صلبة ثم تكلم عن علاقاته الخارجية والداخلية وكان محقا في جميع
ماذكره في الحالتين فوليد جنبلاط كما يقول اسكندر لم يعد موضع ثقة عند السعوديين
كما توحي بذلك بعض المعلومات المتسربة والمتعلقةبمماطلة سفير الشؤم "
العسيري" في عملية تحديد موعد لزيارة ولي عهده تيمور إلى السعودية كما يشير
الكاتب إلى كثير من المواقف والمشاهد
لزعيم المختارة التي يستخلص منها مااستخلصه وعلق عليه ، فبالنسبة لعلاقة الوليد مع
الرياض فإن السعوديين المتتلمذين على أيدي المخابرات الصهيونية
والأمريكية لايؤمنون بشيئ اسمه الحياد ولهم في ذلك كامل الحق وهذا هو المنطق وأنا
شخصيا لا أومن بالحياد فإما أن يكون المرء مع أو ضد وأنا من هذا المنطلق مثلا مع
اليمن ضد السعودية وأنا ضد الحرب العدوانية من بلد شقيق على بلد شقيق وهذا لا مجال
فيه للحياد وهكذا والحياد في مثل هذه الأحوال يكون عهرا سياسيا وكذبا ومشاركة عملية في
العدوان ، وعلى هذا فإما أن يكون الواحد
معهم حتى الموت على السراء والضراء كما هو
الحال مع كل من يقبض منهم على غرار دعي النبوة
سيئ الذكر وإما أن يكون ضدهم والمع هنا والضد لكل منهما تبعات في الكذب
والمراوغة وارتكاب المنكر والجرائم وكل
المحرمات بما فيها إلغاء الآخر وإعلان الحرب على من يحب آل سعود كما هو الحال في
اليمن ، والسعوديون ببداوتهم المغرقة في التخلف والهمجية لايفهمون ممن يتعامل معهم
ويعتلف على موائدهم إلا الولاء المطلق والذوبان في بوتقتهم والإنصهار في لحمتهم ، ووليد بيك كما هو الواقع عاجز أن يكون هكذا لأن له استراتيجية مرتبكة مرتجفة غير
مستقرة ، تقتضيه مد الخطوط على كل الجهات، وإلا فكيف له أن يخرج من " الزنقات
" التي طالما كان يتعرض لها ؟ والخروج من تلك الزنقات لا بد وأن يكون له
علاقات صريحة وواضحة مع من ينتشلونه منها ، وهذا ما يوقعه في الكثير من المتناقضات وإلا فما
الذي يربطه بالسعوديين الذين يكفرون الدروز أكثر بكثير من تكفيرهم للعلويين
والإسماعيليين والإشتراكيين ووالشيوعيين والشيعة أخيرا ثم هم بعد ذلك على تناقض
تام ومفرط مع التقدمية وهذا معروف عنهم
فإلى أين يمكن للرجل أن يتمادى في السير معهم وهذا هو شأنهم ؟ ألديمقراطيتهم أم
لعدالتهم أم لثقافتهم ؟ فالرجل يسب إيران لإرضاء السعودية وهو لا يراعي شعرة معاويةالتي تربطه حينا ببري
وحينا بحزب الله وهو وإن خرج عن صمته وهاجم السيد حسن نصرالله عندما وصف خطابه
بالموتور فقد وقع في المحضور دون أن يستشعر ذلك ..ومن ثم فإن الكاتب يصفه بصفة هي
ملازمة له حيث قال بأنه سريع الإنقلابات
عن مواقف كان يوحي من خلالها للآخر على أنها استراتيجية له والحق أن استراتيجية البيك هي سرعة التقلبات
وإكثار العداوات وقلة الصداقات إلا مايمكن له من التغطية عليها والتمويه بشأنها ، وبالتالي من منا يعرف شيئا عن طموحاته الحقيقية إلا بمجرد الرجم
بالغيب وقراءة مابين السطور؟ فهو مثلا مع
المقاومة دون أن يتجاوز هذا الموقف القول إلى الفعل ، ونحن نذكر كيف أنه
استقبل الصهاينة غداة الإحتلال كما نذكر
كيف أنه أوعز لمحازبيه بسوء التصرف مع المهجرين الجنوبيين غداة حرب ال
2006واحتقارهم لهم وعدم إيوائهم والإهتمام بهم
وإن نثر الأرز على الداخلين من الصهاينة قبل ذلك إلى الجبل لم يكن بدون علم
زعيم المختارة والذاكرة الشعبية إذا مااختزنت أمرا أو واقعة فإنها لايمكن أن
تنساها ، نحن نعرفك جيدا يابيك ولا مجال للتغطية والتمويه والإستغفال ، ونعرف
ونذكر حواجز مسلحيك في خلدة والسعديات وعلى الطرقات المؤدية إلى ظهر البيدر
انطلاقا من الدامور ونعرف كيف هجرت المسيحيين وما زلت مصرا علىتهجيرهم من مناطق
نفوذك فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ فكيف نفسر بعد ذلك ادعاءه بأنه مع المقاومة ؟ يبدو
أننا اليوم في وضع مختلف تماما عن الأوضاع
أيام والده الراحل الذي لم نعرف حتى الساعة سبب اغتياله ومن الذي اغتاله
أللهم إلى ماتسرب إلينا من أنه كان يعمل على إقامة دولة درزية بمساعدة صهيونية ،
هذا ماتسرب ، وكمال بيك بذكائه وحسن تصرفه الذي لم يسعفه على إخفاء نواياه طويلا ،
فكان ما كان ، ومهما يكن فإن كمال بيك استطاع أن يجمع الكثير من الإنتهازيين
ويتزعم بهم وعن طريقهم ما كان يوصف بالحركة الوطنية ، وكان يحمل علمها ويهاجر به
عبر القارات الخمس كزعيم لكل أطياف الشعب اللبناني ، أما الوليد فإنه سرعان
مارأيناه بعد قتل والده وقد "درَّز" الحزب ومزق الخيمة التي كانت تحميه وتحمي والده تحت شعاري التقدمية
والإشتراكية فهجره زعماء تقليديون بدءابمحسن دلول وانتهاء بخليل أحمد خليل ومعظم
الشخصيات غير الدرزية ، وأصبح حزبه درزيا بامتياز وهو بالتالي لا يرضي جميع بني
معروف الكرام إذ أن الكثيرين منهم يرفضون زعامته
ويرفضون تصرفاته وبالتالي فإن وليد
غير مؤهل إلا للعب دور بيضة القبا، وهو بالتالي المسؤول الأول عن الفراغ الرئاسي ،
لأنه يختبئ وراء مظلة من خلالها سينصب علينا القاتل – للدروز قبل غيرهم – سمير جعجع لو استطاع ، ولكن هذا الواقع بات مؤقتا وسيزول فور تغيير النظام
الإنتخابي والوليد هو مع فريق الرابع عشر
من آذار بامتياز ولكن حتى هؤلاء ما عادوا ليثقوا به إلا بمقدار ماترضى فيه عنه
مملكة آل مردخاي وهو عاجز عن ذلك لأن في ذلك إغضاب لكل الشرفاء ...والوليد اليوم
يعلن تأييده وبصريح العبارة لما يعرف بجبهة النصرة تلك الفئة الضالة المجرمة التي
تقيم أوسع العلاقات مع العدو الصهيوني شأنها في ذلك شأن اللحديين وهو طالما تبجح
بأن هذه الفئة ليست فئةإرهابية ، فعلام
يعتمد الوليد وماذا يريد خاصة وأنه تردد أكثر من مرة على الخاصرة الجنوبية في
منطقةحاصبيا ونواحيها فهل في الأمر تنسيق مع هؤلاء انطلاقا من الجولان ؟ هذا
مالايستبعده المراقبون إذن ماذا يريد الوليد وأين هما رجلاه وأي واد يصلح لأن يضع
فيه رجليه على الجبلين المقابلين له ؟ والخلاصة إن حجم الوليد مختلف جدا عن حجم
والده وإن هذا الحجم لا يؤهله للإتصال بكبار القادة العالميين لأنه لايرتكز على
قاعدة شعبية ورحم الله امرءا عرف حده ووقف عنده إنه معادي لإيران ومعادي لحزب الله
ومعادي لسوريا ومعادي لكل لون من ألوان المقاومة ومحب لأمريكا والسعودية والنصرة ومتعاون مع الحلفاء الظاهرين لإسرائيل وبالتالي
وكما قال اسكندر شاهين فإن الرجل لم يستفد من تجاربه فليترك زعامة بني معروف لأهلها فهم قادرون على استعادة أمجاد والده ولكن
بطريقة أصح وأقوم وسليل آل إرسلان ووئام وهاب
والداوود وغيرهم لايشكون من شيئ
ولديهم الكفاءة في إعادة الأمور إلى أحسن ما كانت عليه وهم موضع ثقة الكثيرين فليتقاعد الرجل ويقعد فكفاه ، ولسنا في ممالك في
هذا الزمن....
21/04/2015