حادثة شارلي
أبيدو جريمة ولكنها مبررة فمن المسؤول ؟
نعم إنها حادثة عادية وبسيطة
ودون مستوى الحادثة ، إذا ما قورنت
بما يرتكب من الجرائم المخطط لها أمريكيا وفرنسيا وصهيونيا وغربيا على وجه العموم ،
لأن عدد القتلى فيها لا يتساوون مع قهوة الصباح بالنظر إلى خمسة عشر
ألف عراقي قتلوا في عام 2014 حسب آخر
الإحصائيات الرسمية العراقية وإلى مالا يقل عن عشرين أو ثلاثين ألفا قتلوا في
سوريا ومثلهم في كل من ليبيا ولبنان ناهيك
عن اليمن وتونس ....غير أن الضجة التي ضربت العالم شرقا وغربا وعبرت
القارات وبلغت حدود الشفق والآفاق ، والدنيا التي أقيمت ولم تقعد بعد ولن تقعد ، من
أجل بضعة عشر من الأبرياء فاقت كل الحدود
فكيف نفسر هذا؟ ببساطة إن الغربيين ينظرون
إلينا على أننا لسنا من صنف البشر وربما لسنا من صنف الحيوانات ولعلنا باعتقادهم نوع من الذباب الأزرق ! ألم
تقتل فرنسا في أيام معدودة ما يزيد عن خمسين ألف في خراطة وسطيف وقالمة ومن ثم قررت مع "
أبنائها " عدم إدراجهم في خانة الشهداء بل هم " ضحايا" ؟ نعم ربما
كنا ونكون كما يصفون ومن حقهم هذا مادمنا قبلنا ورضينا تلك القسمة ، وربما هناك دم أزرق ودم أحمر ، إذن عشرات
الألوف بل مئات الألوف ممن قضوا في غزة والأقطار التي أشرنا إليها بتخطيط الغرب وصنيعه لم تهز جفنا لأحد ، ولكن الدنيا ما زالت قائمة بسبب حادثة بسيطة
وربما تكون فردية من قبل قوم دربتهم فرنسا وأمريكا ، كأولئك الذين تخرجوا من معسكر إربد الأردنية برعاية صهيوأمريكية ... وتم
توجيههم نحو سوريا " للجهاد" ..نعم نحن نستنكر وندين وربما بالشكل الذي لا يتصوره الغربيون لأن في
أدبيات محمد (ص) أن من قتل نفسا بغير نفس كأنما
قتل الناس جميعا ...وهذه هي فلسفة محمد الذي أهانوه وشتموه وسبوه بمؤازرة عربية
ذيلية جربوعية ، نستنكرها لأنها لم تكن
صالحة لأن نستنكر بواسطتها عملا لا
أخلاقيا اقترفه بعض الصهاينة في تلك المجلة الساخرة التافهة وهي لا تصلح لأن ندرجها في خانة الثأر لكرامة
أمة طالما أهينت وسكتت على الذل ، ذلك أن المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا نحن وحكامنا أولا وحكومات الدانمارك وأمريكا
وفرنسا ثانيا ، وكل دولة أهين فيها نبي
أمة يقارب عدد أفرادها مليار ونصف المليار
من الآدميين " المفترضين أو المحتملين " ونحن نوزع المسؤولية على الشكل
التالي :
أولا :
الحكومات الغربية المعنية لأنها لم تتحرك لردع أناس تافهين من أبنائها بعمل صبياني
طائش من شأنه أن يعرض علاقات بلادهم إلى الخطر مع دول تمدهم بالنفط وتتستر على
جرائمهم وتسير في ركابهم ، بطرق ديمقراطية حضارية وفقا لقوانين تلك البلاد ، ومن
هنا فإن هولاند مدان بنفس الدرجة التي
يدان بها الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الدانماركي وبنفس الدرجة التي يدان بها القتلة الذين ربما
يكونون من الداعشية .
ثانيا :
الحكام العرب الذين يصفهم أو يصف الكثيرين منهم البعض على أنهم جرابيع ذيليون إذ كان يتحتم عليهم استدعاء سفراء الدول
المعنية وتهديدهم بقطع العلاقات ووقف ضخ النفط مالم يطبقوا القوانين الغربية الديمقراطية بحق أناس
أساؤوا بمختلف الطرق لنبي الإسلام ، وبدل
أ ن يصنع حكامنا هذا نرى السعودية والإمارات العربية المتحدة يهبون لدعم الإقتصاد
الأمريكي بما قيمته 170 مليار دولار حتى
يتمكنوا من إنقاذ الإقتصاد الأمريكي الذي كان يقف على حافة الإنهيار وذلك مقابل أسلحة لمحاربة الشقيقة إيران لا العدوة إسرائيل وبالنسبة للدانمارك فإن حليبها
سال كالأنهار في بلادنا بدل أن
تجفف مصادره بعد الرسوم الكاريكاتورية
المعروفة بحق نبي الرحمة محمد بن عبدالله ..وكان بالإمكان أن نكتفي بلبن أبقارنا
ونعاجنا ونوقنا ..
ثالثا : الجماهير العربية التي لم تهب هبة الرجل الواحد في وجه حكامها الذين سكتوا
وتقاعسوا بل وأسهموا في إلحاق الإهانة بنبينا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، فكانوا بذلك
كالساكت على الظلم أي كالشياطين الخرس .
وبعد هذه هي الحقائق التي لا بد من النظر إليها
جيدا وبإمعان ، حتى نتمكن من اتخاذ موقف
الإدانة بحيث يكون متوازنا وبحجم الجرائم كل الجرائم التي ترتكب من قبل الكبار قبل
أن ترتكب من قبل الصغار ، وهذا هو نفس مانفعله في بلادنا بحيث نعاقب
سارق الدجاجة بقطع يده ونضرب صفحا عمن
يسرق خزينة الدولة ، أي أننا نتابع اللصوص الصغار ونغطي على اللصوص الكبار ،فسبحان
الله ثم سبحان الله ألف مرة .
إن الدواعش الذين
أنشأتهم المخابرات الصهيو أمريكية يبدو
أنهم بدأوا في الخروج على النص المتفق عليه بين المخرج والممثل ، وهذا إن دل على
شيئ فإنما يدل على أن الأوراق قد اختلطت أو
أنها في طريقها إلى ذلك وأن الإرباك هو الآخر قد أوجه البوصلة باتجاه
غرف العمليات ولعل في ذلك تكمن
بوادر انتهاء المسرحية وإسدال
الستارة .
وهنا لنا أن نقول ربما يكون صناع الحدث في
فرنسا قد خرجوا عن النص وتصرفوا بطريقة
فردية غير متفق على تفاصيلها ، ولعل في عملية قتل المتهمين بارتكاب الجريمة دون اعتقالهم تكمن العقدة
في الحبكة القصصية ، ويكون القصد من ذلك التعمية والتمويه وتعويم الجريمة
!!! لأن عملية كهذه وهي على هذا الجانب من الخطورة كان على
قوات الأمن إلقاء القبض على
الفاعلين حتى ولو اضطروا إلى استعمال التخدير والرصاص المطاطي لهذا الغرض حتى يتمكن
العالم من معرفة الفاعل وهنا لا بد من
اتجاه أصابع الإتهام إلى الصهاينة والمخابرات الأمريكية وهم الخبراء في مثل تلك
السيناريوهات ...ترى أيكون الأمر كذلك ؟!
10-01-2015