الخميس، 20 نوفمبر 2014

مابين العر والغار : ماهو الفرق ؟


 

                                 مابين العار والغار ماهو الفرق ؟

                            أن بعض الكلمات  تتشابه في كل حروفها  كما هو  الحال معنا اليوم ما بين العار بالعين والغار بالغين المنقوطة  ، وهاتان الكلمتان بالرغم من تقارب حروفهما فإننا نجد بينهما قطعانا من الغزلان ترعى  كناية عن  البعد الشاسع والتناقض الواضح بينهما في المعنى ،  ذلك أن العيب  هو على النقيض  من التاج الذي يوضع على رأس المنتصر في الحرب  فالعار  يعني الدمامة والقبح المفرط والخزي والذل والمهانة ،  على الضد من الغار الذي هو العزة والكرامة والشرف والرفعة ،  ولكن المصيبة أن العرب أوشكوا أن يقربوا بين الكلمتين في معانيهما  فيتساويان طولا وعرضا ،  فعندما  مسحت النقطة  عن الكلمة المنقوطة تساويا في المعنى لنضرب مثلا على ذلك في حرب أوكتوبر التي اتفقنا على أنها حرب مجيدة وما في ذلك شك ، ونحن طالما كنا وما زلنا نقول بأن الجندي العربي يملك من الشجاعة قدرا كبيرا لا يمكن معه أن نقارن بينه وبين الصهيوني خاصة وأن العربي يقاتل في الغالب دفاعا عن الشرف والعرض والوطن  وهنا يتضح الفرق  وكنا نقول بأن الجندي العربي يحتاج إلى قيادة والحروب كل الحروب التي خضناها ضد العدو الصهيوني وكانت خاسرة ، إلا أنها  كانت خاسرة بفعل فاعل  أي بالخيانة والتواطؤ والغدر ،  والأمر واضح بداهة  ونحن متفقون على أنه عندما أتيحت الفرصة أمام  جنودنا في مصر وسوريا  وقدر لكل منهما قيادة حكيمة مخلصة  قاتلا ببسالة وشجاعة نادرة وحققا إنتصارات حقيقية  ولنترك الجولان  لنتكلم عن الجبهة المصرية التي هي صمام الأمان لكل الجبهات العربية فما الذي حصل ؟ نحن لسنا خبراء عسكريين ولسنا مقاتلين كما أننا لسنا محققين ولكن فليكن لنا الظاهر فنقول مع القائلين بأن مصر انتصرت بجيشها الذي عبر القناة فعلا وحقق الإنجاز التاريخي  وهذا يعني أن مصر انتصرت وكان الرئيس أنور السادات هو رئيس مصروبمعنى أدق فإنه هو الذي حقق الإنتصار أو جيره لنفسه حكما ،  وأن عز الدين الشاذلي لم يطمع بمصادرته وهو الذي حقق النصر ميدانيا  ، إلى هنا تسكت شهرزاد عن الكلام المباح  ونعود معها إلى الكلام الآخر  والمعادلة المنطقية ،  والأخبار  المعلنة تفيد بأن مصر حققت ذلك النصر المؤزر العظيم ،  وهذا شرف كبير لنا وبمعنى آخر نحن منتصرون على العدو،  وإذا كنا كذلك فماذا تقول المعادلات العسكرية وقواعد الحروب ؟ إنها تقول بأن المنتصر ينتظر قدوم المنهزم إليه  لتوقيع وثيقة الهزيمة  ويضع المنتصرون إكليل غار على رأس الرئيس المنتصر،  وكان حكما هو أنور السادات  ولكن الذي حصل هو العكس فذهب أنور إلى القدس وليس إلى تل أبيب  وكان عمله هذا يحمل نصرا إضافيا حقيقيا لإسرائيل  فهو قد اعترف بإسرائيل  من جهة ، ثم اعترف بأن القدس هي عاصمتها الأبدية  من جهة أخرى ، وهذا ما لم تكن تحلم به إسرائيل من مصر ،  ثم أبقى على سينا تحت  السيطرة الإسرائيلية تعيث فيها فسادا وتتحكم  بها ،  ونكتفي بهذا القدر لننتقل إلى بعض المعادلات و لنتساءل وببراءة : كيف نفسر هذا ؟ أليس من الواضح أن النصر قد تحول إلى هزيمة وأن المنهزم قولا أصبح المنتصر عملا  وأن إكليل الغار تحول إلى وصمة عار ؟ أعتقد أن هذا هو المنطق وتلك هي الحقيقة فالنصر بعناه مجانا ودم شهدائنا ذهبت سدى ،  ومحيت النقطة لتتحول الغين إلى عين ويتساوى المعنى مابين الكلمتين إلى ماهو الأسوأ ، وهكذا يصنع العرب العاربة والأنكى من ذلك  أن الحكام العرب يريدون أن يحولوا نصر المقاومة اللبنانية عام 2006 إلى ما يشبه العار فهو بنظرهم خطيئة وربما جريمة ولا بأس فهذا هو منطقهم ، ومهما يكن فإننا تعودنا على أن نحول النصر إلى هزيمة ، وهذا ماصنعناه ،  ولكننا نحتفل زورا وفجورا بما نصفه بيوم العبور فمن الذي عبر ؟
‏20‏/11‏/2014
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق