لماذا أكتب ؟ ولمن أكتب ؟
نعم لماذا ؟ ولمن أكتب ؟ أنا لاأكتب إرضاء لأحد أو تحديا لأحد أو إغضابا لآخرين فليس هذا من شيمي وليس من أخلاقي وعاداتي ، أنا أكتب الحقيقة كما أراها عارية عن كل زيف أو رياء أو تلوين أكتب للناس المقهورين بحكامنا أكتب للمضطهدين وبعد ذلك فليغضب من يغضب ويرضى من يرضى وأنا مطمئن إلى أن الشرفاء المجردين عن كل هوى والمنتظرين لأي نوع من أنواع الفرج سوف يجدون فيما أكتب بلسما أو بعض البلسم لجراحهم أنا أكتب لأكشف عن الحكام العرب كل غطاء أينما كانوا ، فهم في جلهم من الباعة والعملاء والمرتدين والمتآمرين على أمتهم وشعوبهم ، وأنا وكما قال مظفر النواب لا أستثني أحدا من هؤلاء الذين ساروا في ركاب الشيطان الأمريكي الصهيوني ، أكتب لأعري أولئك الذين يقصفون الشعب اليمني الفقير دون أن يرمش لجرائمهم جفن عين أكتب للفلسطينيين الذين أصبح نصفهم ممن لا يستحق الحياة لأنه سار في ركاب الخيانة ولا يعرف طريقا للنجاة بعدما خدرهم ياسر عرفات وخليفته اللذين باعا فلسطين كل فلسطين في أوسلو ، أكتب لأكشف الذين أعماهم الحقد فنسوا التاريخ والجغرافيا ونسوا أن حدود فلسطين هي تلك التي احتلها الصهاينة ماقبل ال67 أما الذي احتلوه فيما بعد فقد سلمه لهم العرب دون قتال ، أكتب لأعري هؤلاء أكتب لأعري السعوديين وكل الخليجيين الذين ما زالت بلادهم التي هي بلادنا مازالت تحت الحماية الأشد وطأة من الحماية الإستعمارية السابقة ، أكتب لأولئك الذين لم يجدوا إلا الحجارة والسكاكين فانتفضوا أكثر من مرة بأجسادهم العارية في فلسطين ، وقاتلهم المذموم عباس وقاومهم ، بنفس طريقة الصهاينة لأنه متعاون مع الصهاينة ،أكتب كما أرى وعن قناعتي وقد أخطئ إلا أنني لا أضيق بمن يناقشني أو يدلني على عيوبي ، أكتب عن حماس التي خضعت أخيرا للإرادة الصهيونية وبدأت تتحدث عن السلطة العميلة وهي تطمع بمشاركتها في حكم أرض لم يتم احتلالها أصلا بل تم تسليمها خيانة باليد ، أكتب عن الحكام العرب الذين بايعوا إسرائيل في قمم معلنة وطردوا سوريا من جامعتهم لأنها أغضبت الصهاينة ، أكتب عن الحكام العرب اللصوص الذين سرقوا ثروات شعوبهم ولم يجدوا من يحاسبهم ، إذن عن هذا كله أكتب وعن تلك العناوين أعبر وأجول وأبدي مواقفي دون أن أستجدي رضى من أحد أوعونا أو منصبا أو جاها من أحد ، ودون أن أخاف من أحد وسأكتب عما جرى معي وبيني وبين أنظمة مختلفة وتصديت أثناءها لمؤامرات صعبة ولكنني خرجت منها منتصرا وتجاوزتها بجبين عالي مرفوع ، سأكتب في مذكراتي عن حياتي في الجزائر وليبيا والكويت والإمارات ولبنان وسوريا سأكتب عن نضالاتي وقد تخليت عن أي منصب مهما علا ولم أكن طامعا فيه أصلا ، ولم أخضع لأي ابتزاز أو إغراء مهما كان نوعه فبقيت عالي الرأس عالي الجبين كأكاديمي وأستاذ تعليم عالي ومحلل سياسي دون أن أخشى في الله لومة لائم ...فهكذا كنت وهكذا أكون إلى أن أفارق هذه الدنيا كما دخلتها نظيفا طاهرا