الصراعات بين الأشقاء وموازينها
بين الجزائر والمغرب خلاف مستحكم منذ نهاية الثورة الجزائرية ولا نريد الخوض في تفاصيله وهو يشبه الصراع بين الصحراويين والمغاربة فالمغرب لم يقاتل من أجل تحرير الصحراء ولم يقاتل من أجل تحرير سبتة ومليلة اللتين ما زالتا خاضعتين للإحتلال الإسباني ولكن عندما انسحبت إسبانيا من الصحراء تقدم المغرب للإستيلاء عليها على أنها مغربية ونفس الشيئ فعلته مع الجزائر بعد الإستقلال حيث طالبت بضم بعض الأقاليم الجزائرية لها مثل تندوف ، ومهما يكن فليس هذا هو الموضوع بل الموضوع هو أن المغرب والجزائر ما زالتا تحتفظان بعلاقات بينهما وما زال هناك تبادل للوفود بين البلدين ونحن ما زلنا نلتقي بوفود مغربية في الجزائر في مجالات التعاون الثقافي والتقني وغير ذلك كما أن الجزائريين يقصدون المغرب للغرض نفسه ونحن لنا موقف بشأن الخلاف ونرى أن المغرب لم تكن صاحبة حق والمهم في الأمر أن الجزائر لم تحاول احتلال المغرب وهذا مالم تفعله المغرب ولم تحاول إحدى الدولتين عقد تحالفات دولية لإحتلال الأخرى ولم تفرغ مستودعات الأسلحة الأمريكية لقتال إحداهما الأخرى ، هذا فيما يخص النزاع الجزائري المغربي الذي مازال تحت السيطرة ونحن بطبيعة الحال لسنا مسرورين لأستمرار حالة التشنج بين البلدين الشقيقين ولا بد من حل الخلاف ولا بد من عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي بين الجارين ، ولكن لنتأمل ماذا جرى في الطرف الآخر للعالم العربي في الخليج حيث أن السعودية اشترت حتى الساعة ما يزيد عن ما قيمته 600 مليار دولار من الأسلحة الأمريكية وعقدت تحالفات دولية من أجل تدمير واحتلال اليمن دون أي مبرر سوى أنها وقفت إلى جانب رئيس غير شرعي مستقيل وهارب بعدما فقد شرعيته ، وقد مضى على العدوان السعودي ما يزيد عن سنتين و ذهب ضحية ذلك عشرات الألوف من القتلى والجرحى والمعاقين وحوصرت اليمن وفتك الجوع وانتشرت الأمراض بين اليمنيين نتيجة الحرب والحصار ، وهنا لابد لنا من المقارنة بين حالتين حالة ما زالت الأمور فيها تحت السيطرة وحالة أخرى تم فيهاتدمير البنى التحتية بكاملها في اليمن ولم تسلم السعودية التي أفرغت خزينتها من أجل شراء الأسلحة ، وبالتالي فإنهما بلدان شقيقان فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ الجزائر لم تعقد تحالفات وما تسلحت لتدمير المغرب ولكنها أرسلت جنودا إلى مصر ليقاتلوا العدو الصهيونإلى جانب إخوانهم المصريين فالمطلوب هنا وقفة تأمل والحكم لكم وكفى