السبت، 29 نوفمبر 2014

سعيد عقل ولبنان


 

                                       مرة أخرى عن سعيد عقل ولبنان الذي لاعقل له

          مسكين سعيد عقل كم كان مخدوعا  برجوم ودوالي ورمال وكهوف وسواحل لبنان وحسناواته  ؟ مسكين سعيد عقل الذي ما نطق إلا كشاعر وما عبر إلا عن أحلام جميلة  وعصبية جعلته ينظر إلى كل شيئ في لبنان على أنه أسطورة فأراد ذات يوم أن يزحلن لبنان و يلبنن العالم وما أحرى أحلامه تلك بأن تكون أحلاما طفولية !  وتلك هي أحلام الشاعر،  إن الرجل متعصب للبنان وهذا حق من حقوقه  الطبيعية والوطنية ،   وكان أيضا متعصبا لزحلة على أنها مسقط رأسه  ، ومن حقه كذلك أن يتعصب لزحلة  ولكن ماالذي لم يكن من حق سعيد عقل ؟ وجعله متطرفا  ومبعدا في الخيال وقد ارتكب شططا  حيث قال ماقال  ونمق العبارات وأمعن في تفخيمها حول لبنان  ؟  الذي لم يكن من حق سعيد عقل هو أن يشرك  هذه الكومة من الحجارة  وهذه الكهوف التي أصبحت صبحت ملجأ لعصابات  داست على كل القيم تلك التي كان يحلم بها سعيد عقل  ، وجعلت من لبنان بلدا  لشذاذ الآفاق ووطنا  لمن لا وطن له وراية لمن لا راية له وموئلا لعصابات التخريب و الدس والتجسسوالتآمر  بشكل جعل من لبنان أبعد ما يكون عن أي حلم من أحلام شاعركسعيد عقل ،  فهو بلد لابلد ووطن لا وطن  وخربة تأبى الغربان أن تعشش في أطلالها  هذا البلد الذي خانه أهله وعملوا على تخريبه وهجروه  قبل تدميره وسلموا مفاتيحه لكل من هب ودب ، فأي وطن هذا ياسعيد عقل ؟ وأي بلد هذا ياسعيد عقل ؟ إن البلد إذا كان جميلا حقا ولا ينعكس جماله على طبائع أهله إما أن تكون صورته الجميلة مزورة وإما أن تكون  هويات أصحابه وساكنيه مزورة  ... نعم لقد أخطأت ياسعيد عقل ونحن نغفر لك زلاتك في هذا لأنها باختصار إنْ هي إلا أحلام شاعر وخيالات مبدع يتمنى ما يحب ويصور الأشياء وفقا لمزاجه الشاعري الخصب  ولعل هذه الأخيلة والأحلام كلها  دفنت معك فكنت ناطقا بها عن صدق  ولكنك لم تحسن الإختيار ولم توفق في اختيار  الصور التي  تنطبق على واقع الحال فكنت  مخالقا بذلك لقواعد عبد القاهر الجرجاني والجاحظ  وكل من تكلم عن البلاغة وادعى بأنها موافقة اللفظ للمعنى  أو أنك ياسعيد عقل كنت بكبريائك وتعاليك  وطولك الذي ساعدك على الشموخ برأسك  جعلك لا تنظر إلى ما حولك فكنت تمعن بالنظر إلى فوق فلم تر  الذباب  والخفافيش والأقزام ،  فلبنان ياسعيد عقل لم يكن لبنانك وليس لبنانك أصلا ولكنك أحببته وعشقته فكان عشقك  كعشق قيس لليلى  التي ربما تكون نامت في أحضان غيره وتاه  في البراريوهو لاينطق إلا باسمها ، بعدما تعلق بها  وفقد عقله بسببها  لأنها ربما  كانت حكاية الحب قد  تلاشت من صدرها ونزحت عن قلبها فبات قيس  يدور في حلقة مفرغة  ويرقص في العتمة  وليلى لا هية عنه ومشغولة بسواه ، فالتقى الفراغ  بظلمة دامسة  ،  نعم ياسعيد إن لبنان كما أرادته فرنسا  وأراده " غوار الطوشي " "حارة كل من إيدو إلو " لم يكن ليستحق شعرك  ولم يكن  ليساوي حرفا واحدا مما جعلت منه دمعة ونزفتها على رمال شواطئه المستلقية هي الأخرى على فراغ  فرحمة الله عليك ياسعيد وقد مت ولكنك تركت شيئا أما لبنان فإنه ميت ولم يُبق  على شيئ وبالتالي فإنه لايستحق أمثالك لأن يتغزلوا به وهو لا يستحق ...

‏29‏/11‏/2014
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق